أرى في عينيك شيئا يحتضر
أهو الهوى ...
من أراه قد حزم حقائب السفر
وسار في درب المجهول
غير عالم أين يذهب
غير آبه ماذا أقول
أأذنت للعشق أن ينتحر
أم سمحت لليل أن ينتصر
من أعطاك الحق
بأن تدهسي الزهور
وتعدمي النذور
وتفتحي الباب للشوق كي يفر
من صدرك كالطفل المذعور
لا تقولي لي بأن حبنا
قد مات
لا تقولي أنه انتهى
أو عليه الركب فات
لا تقولي قد أمسى
صفحةً مهملةً
في غبار دفتر الذكريات
أما وعدتني ذاك المساء
والقمر شاهد في كبد السماء
وهذا العشب
وذاك الحجر
وقطرات الندى المتلهفة
على ورق الشجر
ومسامات يديك
ومسامات يدي
والبريق الفضي في عينك
والجمر الملتهب في شفتيك
والليل الصامت في عينيا
أما وعدتني
أنّنا سنصنع من حبنا
أسطورة تتناقلها الأجيال
ننقشها فوق الصخر
ونكتبها فوق الرمال
صفحاتها نجوم الليل
كلماتها أضواء القمر
فيها نجوب الصحاري
ونواجه أعتى الجبال
لا تقولي لي
أن القدر كان أقوى منا
فنحن من يصنع أقدارنا
لا تسكبي دمعاً
في شيء ليس يفيد
لا تزفري آهاً
في حرقتي ولوعتي تزيد
لقد اخترت فارسك
فلك ما أردت
ولي ما أريد