|
يا رُبَّ وقتٍ للرجولةِ قدْ مضى |
|
|
وأتى زمانٌ حاكِموهُ رُعاعُ |
سادَ الوضيعُ على الرجالِ وَ عُنوةً |
|
|
صارَ الشريفُ لأمرِهِ ينْصاعُ |
و الحُرُّ عبْدٌ يُسْتَرَقُّ و خادمٌ |
|
|
دارَ الزمانُ بهِ فصارَ يُطاعُ |
و بلاطُهُ حشْدُ الجموعِ تملُّقاً |
|
|
و جيوشُهُ دانتْ لها الأصقاعُ |
و عساكرُ القصرِ المهيبِ تكالبتْ |
|
|
فوقَ الشعوبِ و حُطِّمتْ أضلاعُ |
قهْرٌ و تعذيبٌ وبَطْشٌ غاضبٌ |
|
|
نارٌ و فولاذٌ لهُنَّ قراعُ |
ملكَ النفوسَ الخائفاتِ بذُلِّها |
|
|
و الصامتون الصابرون جياعُ |
خرَّ الجهابذةُ الكرامُ ببابِهِ |
|
|
هلعاً و رُعباً دُونهمْ مِصراعُ |
و رَمَوا إليهِ بشعرِهِمْ و مديحِهِمْ |
|
|
و بأحرفٍ قدْ صرَّهُنَّ يراعُ |
ويلٌ إذا زَلَّ اللسانُ بلفظةٍ |
|
|
سيفٌ يَحزُّ رقابَهمْ قَطَّاعُ |
زردُ السلاسلِ قيدُ كلِّ مُفَوَّهٍ |
|
|
و محاكمُ التفتيشِ و الأتباعُ |
مُتَصَرِّفٌ بمصيرِ شعْبٍ خانعٍ |
|
|
ذئبٌ عليهِ من الخروفِ قِناعُ |
سقطَ القناعُ و خلفهُ أنيابُهُ |
|
|
و عوى فخافَ جبانُهمْ و شُجاعُ |
..... |
|
|
..... |
أينَ الرجالُ ؟ وأينَ ما كانوا بهِ |
|
|
شرفُ النضالِ صمودُهمْ لو ضاعوا |
و مقابرٌ أولى بهِمْ لو أنهمْ |
|
|
باعوا العُلا و الحقَّ فيمَنْ باعوا |
فتجمَّعوا يا إخوتي , و تقحَّموا |
|
|
و تلمْلموا و تعاضدوا و تداعوا |