أدركتني صلاة العصر وأنا على الطريق السريعة بين الرياض وجدة فاستوقفني مشهد سائق ("سطحة" لنقل السيارات المعطلة) يصلي على جانب الطريق ، فأوقفت سيارتي لأكسبَ أجر صلاة الجماعة معه ..
بعد الصلاة ،رفعَ السائق يديه إلى السماء سائلاً :{ يالله من فضلك يا كريم ، يالله إنك ترزقني }..
تحركتُ بـ سيارتي وأنا أفكر بـ كلمات هذا الرجل الطيب .. يسأل الله أن يرزقه على حساب الآخرين .. !!
سبحان الله .. كيفَ أن "مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ" تتحققُ في هذا المشهد ..
يدفعُ اللهُ الناسَ بعضهم ببعض .. يجيبُ الله تعالى دعوة هذا الإنسان بينما يجزي المصابَ على صبره إزاء مصيبته التي هيَ فتحٌ للآخر .. !!
مثله من يبيع قطع غيار السيارات ، وأوضح منه - مثلاً - الطبيب وبائع الدواء ودافن الموتى .. يسألون الله الرزقَ ورزقهم أن يصاب الناس بالمرض أو يموتوا .. !!
- أن هؤلاء جميعهم وغيرهم يقدمون للناس الكثير ، لكن ظاهر مسأل أحدهم " ربِ أصب لترزقني " -
تأملت.. تأملت .. وحمدتُ الله على أن جعلَ رزقي حيثُ أهبُ السعادة خالصة لزبائني .. وأتمناها لهم .