مرة أخرى أعود إليك
............................
مهما بلغَ درجات العلم وارتقى ، َيبقى الرجُلُ الشرقي ، أمياً ، نعم أميا ً في مشاعره ، فلا يعي قراءة احتياجاتـي التي تصرخُ بها عينايَ وملامحي ، يجهلُ كتابةَ حروف العشق على صفحات عمري ..
شابة كم حلمتُ بكَ ، كما تحلم الأشجار العارية بالربيع ، الأمواج النائمة لرياح حب توقظها ، يتحقق الحلم ، أفيق من غفوتــه ليتلاشى ، يرشقني الواقع بأسهم حقيقية ، تبات في أعماق نهري ..
غيمات حزن ممطرة تروي كل شبر تحت أشجار عمري ، لينبت عشب القلق، يستدعي جنود ه ، ضيق ، وأرق ..
قرأتْ الأيام كفي ، همستْ لي باسمهِ ، فرحت به شعرت أنه الحياة - نسيت أو تناسيت - بأنه كذب المنجمون ولو صدقوا ..
قصيدة أنت ، لم تستقم قوافيها ، بيوتها مائلة ، بحورها متلاطمة المعاني ، فلا بسيطه أراحني ، ولا وافره أسعدني ، لم أجده كاملاً ، ولا تدارك قلبي الموشك على اغتياله ..
ديواني معك ، مكتوب بمداد دمعي ، غلافه مبهم الرسومات ، لعله قلب وقف نبضه ، أو وجه ماتت فوقه ملامحه ، أو تمثال لامرأة من رخام حزين نحتها بيده القاسية ، صنع للتمثال قاعدة ووضعه حيث شاء ، بعدما بتر أقدام حلمها ..!!
يظل التمثال مبتسماً ، يخفي خلف ابتسامته الأبنوسية ، انفعالاته ، ارتباكه ، آلامه ، خيبة أمله ..
همست لك ....
حقيقة لست على مايرام، أشعر أني أستطيع التعامل مع كل ما يزعجني ، لكني أعجزمعك وأمامك...