|
حَسناءُ : طـوَّقكِ الجمالُ بِسحرِه |
فعلامَ تَستجدينَ مِدحَةَ شَاعِرِ |
سَكبتْ بعينيكَ الحَياةُ بَريقَها |
ووَقتْ جبينكِ من سهامِ الناظِرِ |
أعطَتكَ رَونقَها فأغمضَ جَفنَـهُ |
بدرُ السماءِ ونامَ ملءَ الخاطرِ |
وحبتكَ آلـهةُ البيانِ خَيالَها |
فعلامَ تَستجدينَ مِدحَةَ شَاعِرِ |
بالأمسِ والقَلمُ الحَرونُ يَصُدُّنِي |
فأبيتُ مُحتضناً شتاتَ دفاتِري |
وأعودُ كالمذهولِ أبـحَثُ جَاهدا |
عن فِكرَةٍ ، عنْ كِلمَةٍ ، عن خَاطِرِ |
ًعنْ طِيبِ مَعنىً يَرتَقي بِخيالِه |
لفضاءِ مبسمكِ الأغرِّ السَّاحرِ |
حَتى يُداهِمَني الصَّباح فأغتَدي |
مَيْتَ الشّعورِ على رُفاتِ خَواطرِي |
لَمْ يُغفِلِ الشِّعراءُ مِنكَ مَحاسِنا |
فعلامَ تَستجدينَ مِدحَةَ شَاعِرِ |
ًيا أنتِ ، ياألـقَ الغرامِ ونغمَةً |
عذراءَ ، تصدَحُ فِي جَميلِ مَزاهري |
لا تَطلبِيني المُستحيلَ ، فمِجمَرِي |
خَمُدت لواهبُه بفَيضِ مَجامِرِ |
فأجبتني – وعلى شِفاهِكِ ضِحكَةٌ |
صَفراءُ ، لم تعبأْ بكُلِّ مَشاعرِي - : |
مَا هَزَّنِي المُدَّاحُ ، حَيثُ عيونُهم |
ما أبصرَتْ حَتى وَمِيضَ أظافِري |
بل هزَّنِي منكَ الثناءُ ، وإنـِّما |
يُرجى الثناءُ مِنَ الخبيرِ الماهرِ |
أنا قد أزحتُ عن اليدينِ رِداهـما |
فانظرهما وَهبا السّنا لأساورِي |
ورميتُ عن رأسي الخِمارَ فهل تَرى |
شَعرِي المُسافِرَ فِي رِحابِ ضَفائِري |
وكشفتُ عن وجهي النقابَ فهل تَرى |
أعجُوبَةَ الدُّنيا تَحطُّ بنِاظرِي |
أنا هَمسَةُ العشاقِ ، حُرقَةُ شَوقِهم |
أنا فتنةُ النادِي حَديثُ السامِرِ |
أنا كالرَّبيعِ إذا قدمتُ تَحفُ بِي |
شَتَّى رياحيني وحُلوُ أزاهرِي |
أللهُ قدْ حَصَرَ الجَمَالَ بوجنَتـي |
فانطِقْ بشعرِكَ ، إنَّ شِعرَكَ آسرِي |
يا حُلوةَ العينينِ : لا لا تُكثِري |
شُقَّتْ لِلَيلِكِ ألفُ ألفِ مآزرِ |
يا حُلوةَ العينينِ : أدركَ ( شَهريــ |
ـارُ ) الصُّبحَ وَسطَ شَبابِهِ المُتناثِرِ |
ولشهرزادَ تَظلُّ ألفُ حِكاية |
حَيـرَى تُفَتِّشُ عَنْ صَداها الحائِرِ |
سكتتْ عنِ الكلمِ المُباحِ وأعلنَت |
مَوتَ الغرامِ بِهَمسِه المُتصاغرِ |
لُمِّي شَتاتكِ لَمْ أعدْ مُتشِوِّقَاً |
لِحدِيثِ مَاضِيكِ يُعَكِّرُ حَاضِرِي |