|
بانت سعادُ فبان الأهلُ والجاهُ |
فاستبدلوا صوتهم صمتاً عرفناهُ |
ما لي أرى الليل ما شابت ضفائره؟ |
هل غادر الليل فجرٌ كدتُ أنساه؟ |
أم أنّ عيني غشاها الدمع فامتزجت |
بالروح منّي على قُدس أضعناه |
نامت عيونك يا تاريخ عن وطنٍ |
يكفكفُ الموت عنه اليوم جفناه |
فلا الجراح على أشلائه اندملت |
ولا صلاحٌ على الأبواب يرعاه |
يعانق الليل فوق الليل مرتديا |
صبر الكريم اذا ما الدهرُ آذاه |
يمسي غريبا عى أهليه من زمن |
ومنصلُ الغدر فوق الجوع يغشاه |
مكلّلا بالردى من كلّ ناحية |
وما ارتضت غير درب العزّ رجلاه |
مسرى الرسول على أعتاب دمعته |
ملطّخٌ بدموع الذلّ مسراه |
بنو اللقيطةِ داسوا فوق أظهرنا |
كأنما غدرهم طبعٌ ألفناه |
أين الحميّة فيما جار جائرهم؟ |
بالقدس حرقاً وتدميراً نسيناه |
هانت مصائر قومي عندما ابتدعوا |
صرح التواكل عن عزّ فقدناه |
فلا الرشيد على غيماته يقظٌ |
ولا المُثنّى على غورٍ عهدناه |
ولا غزيّةُ إن نابتك نائبةٌ |
أتاك فارسها أو كنت تلقاهُ |
تدافعت في امتداداتٍ مواسمنا |
تعفّر الدين والتاريخ ويلاهُ |
قارون فينا على أمواله يقظٌ |
لا يستريح اذا ما الجاهُ جافاهُ |
وخالدٌ قد نساه الليل من زمنٍ |
كأنما أُغمضت بالجبن عيناهُ |
تواتر القوم أولاهم وآخرهم |
على الدروب سراباً في بقاياهُ |
تحنُّ فيهم لأحلامٍ مورّدةٍ |
فقد نراها إذا ما الحلم عشناهُ |
أنفض جراحك عن أشلاء آخرها |
فما لغيرك جُرحٌ أنت تدماه ؟ |
هذي الجموع على الآفاق تنظرها |
لن ترتضي من هوان الذّلّ أحلاهُ |
ولن تراها لغير النصر شاخصة |
تبارك الخطو مزهوّا بمسعاه |
فإنها إن بغت يوما ستعرفها |
تعانق العزّ دنياها بدنياه |
توارثت مجدها كبرا لتالدها |
وأورثته لنا عزّا عشقناه |
منذ الخليقة إنّا أمّةٌ كرُمت |
على الدهور بعزّ وهي مأواه |
تمسي الدروب على آمال أُمّتنا |
كالفجر في فلق الإصباح مرآه |
فلن تضام على الأيام من رسمت |
لألف جيلٍ مداداً من ضحاياه |
ولن تضام على من كان أوّلهم |
في دربه النور ملء العين يغشاه |
تبقى الجراح نياشينا تطرّزنا |
لترسم المجد في أحلى سجاياه |