حوار بين إمرأة أحبت شاعراً ، وشاعرٍ لا يحبُّ ، ظلت تقول له إني أحبكَ ، وظل يعتذر لها ، فماذا كانت النتيجة :
- إني أحبُّكَ .
- ليسَ عنديَ رغبةٌ ..
للحبِّ قوليها لغيريَ يسمعُ .
أنَّى أُحبُّ ، وهل يحبُّ ، تكلمي ،
قلبٌ أحسُّ إذا ابتسمتُ يقطَّعُ
قلبٌ إذا الأقصى ترحَّمَ طفلةً ...
تجثو لكي يحيا إليها الأضلعُ .
- إني أحبُّكَ .
-مستحيلٌ طينتي ...
تأبى على غير احتراقٍ تصنعُ
- إني أحبُّكَ .
-لا أحسُّ بنبضةٍ ...في القلب ، لا أذنٌ لصوتكِ تسمعُ
أنا متعبٌ ، أرجوكِ فاحترمي الأسى
ذهب الصبا إنْ شئتُ يرفض يرجعُ
- إني أحبُّكَ .
- تصبحينَ فراشةً ، للنار نحوي إن أتيتِ ستقلِعُ
أنا شاطئٌ من ألف عامٍ تائهٌ
نحو السفينة دونَ بحرٍ أشرعُ
- إني أحبُّكَ .
- كم طويلٌ شارعي
ومتى إذا الميلادُ جاءَ سأرجعُ ..
ومتى تُرى الإبلٍ المُضاعُ حداؤها
فوقَ السنامِ لكِ الهوادجَ ترفعُ
- إني أحبُّكَ .
-قد تآكَلَ سيرتي ..
وطنٌ يباعُ ، وغربةٌ لا تشبعُ
وطنُ يحسُّ المرءُ فيه بغربةٍ
فلأينَ من وطنٍ غريبٍ أرجِعُ
- إني أحبُّكَ .
- أرتديكِ عباءةً ..
وأظلُّ إن خَرَقَ الغزاة ُ أرقِّعُ
وأظلُّ حتى تستدِّقَّ خيوطها ...
قِطَعاً وقلبي قبلها يتقطَّعُ.
- إني أحبُّكَ .
- أرتجيكِ توقفي ...
بالحبِّ كلُّ المطفآتِ ستلمعُ
بالحبِّ صوتي سوف يأكلهُ الأسى
ستفيض عيني ، والخدودُ ستسمعُ
للتيه من تيهٍ هواكِ يهزُّني
أرجوحة ً في غير عيدٍ يدفَعُ
- إني أحبُّكَ .
- إقرئيه لطفلةٍ .... ما أسخفَ القَصص الذي لا يخدعُ
فلمن ؟ وما زالَ الخريفُ ، بعيدة ٌ
أيامُهُ ، أوراق عمريَ أنزعُ ..
ســـــأ ُحِــــــبُّ حتى لو نَـبَتُّ كعوسجٍ
في البيدِ أستجدي السماء وأزرعًُ
سأقولُ للظلماتِ أحرقُ وجهها :
إني أ ُحبُّ ، وإن بصدريَ بلقعُ
إني أ ُ حبُّ ، وإن تسلَّقَ قبتي
ليدوس وجهيَ في المآذِنِ يوشعُ
إنـــــــــــــــــــــــ ـــــــي أ ُ حبُّكِ
- آسفةٌ أنا ، الدربُ طالَ
وقد تعبتُ سأرجعُ