يعد جمال أبو سمهدانة الشهير باسم "أبو عطايا" أول قائد ميداني فلسطيني يتولى منصبا مهما في وزارة الداخلية بالحكومة التي شكلتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد فوزها في الانتخابات التشريعية.
وأعلن وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام أمس تعيين أبو سمهدانة مراقبا عاما لوزارة الداخلية والأمن الوطني برتبة عقيد.
ويعتبر أبو سمهدانة -قائد ومؤسس لجان المقاومة الشعبية- أحد أبرز المطلوبين لإسرائيل ويأتي اسمه في الترتيب الثاني بعد محمد الضيف قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس.
قبل أوسلو
ولد جمال عطايا زايد أبو سمهدانة عام 1963 في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة حيث قضى طفولته، واعتقل جيش الاحتلال والده وأخاه عام 1969 على خلفية مقاومته حيث قضى والده في المعتقل خمس سنوات.
ولعل أبرز دوافع جمال ذو البشرة السمراء في مواجهة يومية مع الاحتلال هو انضمام أخيه صقر إلى صفوف قوات التحرير الشعبية حيث أصبح مطلوبا للجيش الإسرائيلي قبل أن ينتقل إلى لبنان حيث ظل يقاتل في صفوف الثورة حتى قتل عام 1976. كما قتل أخوه طارق في انتفاضة عام 1987 حيث كان أحد النشطاء الفاعلين في الحركة.
وشارك أبو سمهدانة في الهبة الشعبية عام 1981 التي انطلقت في قطاع غزة قبل أن يتمكن من المغادرة إلى مصر ومن هناك إلى دمشق ثم المغرب ثم تونس حيث مكث سنتين.
وسافر أبو سمهدانة الأب لأربعة أولاد وبنت إلى ألمانيا حيث التحق بالكلية العسكرية وتخرج عام 1989 قبل أن ينتقل إلى الجزائر ثم إلى بغداد.
وعقب انتهاء حرب الخليج رجع إلى الجزائر وكانت المحطة الأخيرة قبل أن يعود إلى قطاع غزة في صفوف القوات الفلسطينية العائدة ضمن اتفاق أوسلو عام 1993 على الرغم من معارضته للاتفاق.
وفور عودته عمل أبو سمهدانة في الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية، كما نجح في انتخابات حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في رفح وفاز بعضوية إقليم رفح.
طرد واعتقال
وفي تحول خطير في علاقته مع السلطة قامت الأجهزة الأمنية باعتقاله عام 1997 على يد جهاز الأمن الوقائي سنة وسبعة أشهر بسبب مساعدته حركة الجهاد الإسلامي في عمليات نفذتها ضد أهداف إسرائيلية.
وطردت فتح أبو سمهدانة من صفوفها بناء على توصية من الأمن الوقائي عقب مشاركته في مظاهرة تحت شعار مناهضة فساد السلطة والغلاء الفاحش الناتج عن السمسرة من قبل بعض رموز السلطة.
ولعل هذه الأجواء التي مر بها جمال أبو سمهدانة دفعته لاستثمار انطلاق الانتفاضة الفلسطينية حيث شكل مع بدايتها مع نشطاء آخرين محسوبين على الأجهزة الأمنية تشكيلا عسكريا حمل اسم لجان المقاومة الشعبية.
وجمعت لجان المقاومة الشعبية التي أسسها جمال والتي شكلت جناحا عسكريا أطلقت عليه ألوية الناصر صلاح الدين، نشطاء من فصائل مختلفة جلهم من فتح وبعضهم من حماس والجهاد الإسلامي.
وبرزت بعد أربع عمليات متتالية لتفجير الدبابة الإسرائيلية الشهيرة "ميركافاه" حيث قتل خلالها عدد كبير من الجنود، الأمر الذي وضع أبو سمهدانة وقادة اللجان في دائرة الاستهداف الإسرائيلي المتواصل. وقد حاولت إسرائيل أكثر من خمس مرات اغتياله لكنها باءت جميعها بالفشل.
ويعرف عن أبو سمهدانة قربه الشديد من قائد سرايا القدس الذراع العسكري للجهاد الإسلامي محمد الشيخ خليل الذي اغتالته إسرائيل قبل أشهر في قصف إسرائيلي لسيارته.
ويثير تعيين أبو سمهدانة الملتحي والملتزم دينيا مراقبا عاما لوزارة الداخلية السؤال حول مصير لجان المقاومة الشعبية التي قضى معظم قادتها ورموزها في عمليات اغتيال إسرائيلية والذين كان آخرهم أبو يوسف القوقا الرجل الثاني في التنظيم, كما يثير تساؤلا حول مهام أبو سمهدانة ومستقبله الشخصي في المنصب في ظل هذه الأوضاع المعقدة بسبب التهديد الإسرائيلي المتواصل باستهدافه
وحدث ما كان متوقعا، حيث أطلقت طائرات العدو صواريخها باتجاهه اثناء تواجده في موقع لتدريب المجاهدين من ألوية الناصر صلاح الدين ليلة الجمعة 9//6/2006م
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته