من بحر الاحلام
الى شاطىء الذكريات
سافرت بقاربى الصغير
ابحث عن جنة العشاق
ربما أجد وطنى الأول والأخير
( شهرزاد )
لتسقط أمبراطورية
الاحزان
التى تحاكمنى كل يوم
داخل قلعة قلبى
لتغسلنى عيون شهرزاد
بالشهد والعسل
والورد والعنب
شهرزاد مليكة كان
عرشها فوق الماء
لانها كانت ينبوع الصفاء
أحاسيسها شفافة كالزجاج
أحلامها بنفسجية الصور والألوان
جنية من عالم الانس
أنسية من رحيق الأزهار
ساحرة تطير فى كل مكان
ترتدى ثوب الفراشات
بحروفها ترياق
ولخيالها عذوبة الأنهار
بعينيها المغرقتين
خريطة لفردوس الحياة
وعلى شفتيها رسمت
معالم دولة الأشواق
كانت تسقى بساتينى الظامئة
بأمطار كلماتها
وتذيب خوفى وقلقى
بنعومة يديها
حين تنساب على وجهى
ويدى
ورأسى
وأذنى
وقدمى
وكأنها توضئنى
بماء الورد والياسمين والفل
فلولاك يا شهرزاد
ما عرفت الشعر
ما عرفت العشق
ما عرفت قناديل البكاء
وما كنت سافرت
وحدى فى كهف الحياة
أتحدى جبابرة الزمن
وحوش السلطــــــة
غطارســة الأرض
أفاعى الطرقات
ذئاب البشر
لولاك ما تعلمت
أبجدية العيون
ولا لغة الأشواق
وما كنت أخاطب
الطيور فى السماء
والمطر فى ليالى الشتاء
ولا كنت تعلمت السباحة
فوق بركان الضباب
فلولاك يا شهرزاد
ما كنت شاعر الاشواق
ولا عازف الاحاسيس والكلمات
فلتبحر يا قاربى الصغير
فى كل بحور الدنيا
ولا تخشى من جبروت اليأس
ستسقيك سماء الأمل
حتى ترتوى ضلوعك
وأطراف أصابعك
كلما اشتد ظمئك
سيمدك الله
بقوة الصبر على البلاء
وبطعم لذة المناجاة
وها أنا أرسم وجهك
يا شهرزاد فوق الماء
بلون عينيك الخضراء
وها أنا أحفر أسمك
بدموع الشوق ولهفة اللقاء
وجنون الحنين الى قبلة
تداوى كل جراحات الزمان
هكذا كنت شهرزاد ملكة لكل العصور
إمرأة لن تكرر مرتين
وهكذا كان عشقى
فارس يسابق الرياح
يتحدى تساقط أيام العمر
يسافر فى كل البحار
وهكذا كان الزمان
الذى يسافر فى حلقومى
يعصرنى
ويمتص رحيق الحروف
وروح النسمات
*********