الفرزدقُ وجريرُ ... شرفةٌ للنزال الشعري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنا نتحدث الليلة أنس وأنا , وعادت لذاكرتنا بعض شرفات كنا نتسامر فيها مع بعض الأصدقاء والأحباب ,
وقررنا أن نفتح هنا شرفة كما كنا نفعلها سابقا , وسأبدأ أنا بوضع ثلاثة أبيات , وأنتظر أخي أنس أن يرد ,
كما أنتظر أيضا الأصدقاء والأحباب أن يشاركونا هنا , والفكرة أن يكون كل شاعر من شعراء الواحة أحد الشعراء العرب العمالقة , ويأتي بما ينظمه من شعره الخاص كما ويضع أيضا ما كان من تراث ذلك الشاعر الكبير , وسأبدأ بثلاثة أبيات تكون الأساس لما سيأتي لاحقا :

إنّي الفرزدقُ , أينَ أنتَ جَريرُ؟ مازلتَ تحلمُ , والفِراش حَريرُ إنّي الفرزدقُ فارسٌ ومُبارزٌ ورؤوسُكمْ فوقَ الرِّقابِ تطيرُ يا مَنْ يَدلُّ حُسامَ شِعري إنَّهُ لجَريرَ يَسعى , والحُسامُ قديرُ

وبانتظار جرير , أو من يدلني عليه ...

تحياتي

هاؤم .. أتيتك يا فرزدقُ فانتبه ما ههنا إلا القنا وجريرُ اسلل حسامك أنت من بدأ العدا لا لا تُراجُعَ إنه التشميرُ اسمعْ فرزدقُ: لا تكررْ مجلسا عند الوليد وأنت فيه خبيرُ فاغمد حسامك لا تحركْ جذوتي هو هكذا.. أو قل هو التحذيرُ

عذرا لقد دخلتُ غرة بلا استئذان
فأرجو أن تسمح لي
أخي عادل
فأبياتك الرائعة وفكرتك الخصبة
أشعلتني

إني أتيت ونور شعري في يدي ولنورهِ تحتاج حين تسيرُ أنسيتَ أن جريرَ يغرفُ شعرَه كالماء حين الشعرُ منك عسيرُ كسِّرْ يراعَكَ إنَّ شِعريَ قادمٌ و اشْربْ دواتَكَ قدْ أتاكَ جَريرُ

و عذرا من الأخ سامي و الأخ عادل
و ما هذا إلا سجال و مزاح

صرحاً عظيماً من حروفي شيِّدوا وتنوَّروا بحروفِ شعري واهتدوا نورُ الحروفِ أصوغهُ من مهجتي كالشمسِ يبقى نورهـا لا تُخمـدُ وألملمُ النجمـاتِ مـن عليائِهـا لتزيّـنَ الأبيـات حيـنَ أغَـرِّدُ يخبو ضياءُ النجمِ جانبَ أحرفـي وتغيـبُ دهـراً نورُهـا يتبـددُ أبياتنا بـرقٌ ويُذْهِـبُ أعينـاً ويصـمُّ آذانـاً إذا مـا يرعـدُ إن لاح فجرٌ , ذاكَ حرفُ قصيدنا أو فاحَ عطرٌ , من رؤانا يُرفَـدُ من قومِ فرعونٍ كلامـي سِحـرهُ فعلُ المسيـحِ بأحرفـي يتجسـدُ من وهجِ شمسِ الكونِ أكتبُ هاجياً من نورِ بـدرِ العالميـنَ أهدهـدُ صارَ الفرزدقُ من هجائي إمَّعاً فأنا جريرُ على حروفي أُحسَدُ أشعارُ شوقي إن بحثتَ فأنهـا من نبعنا شربتْ وكانتْ تـُوردُ ما من حروفٍ فوقَ أبياتـي أنـا إلا كـلام اللهِ حـيـنَ يــردَّدُ وكلام خيـر المرسليـنَ محمـدٍ وحدي أنا في السَّاحِ لستُ أقلَّـدُ أبياتُ شعري كالكنوزِ بريقُهـا وحروفُكم حجرٌ كتيـمٌ أسـودُ لا تعبثـوا بالنـارِ إن بنانَكـمْ حطبٌ ونارُ حروفنـا لا تخمدُ

	من هو الفرزدقُ ؟ الفَرَزدَق هو همامُ بنُ غالبٍ بنِ صعصعةِ التميمي الدّارمي، ويُكنى بأبي فِراس , ولدَ عامَ 38 للهجرةِ ( 658 ميلادي ) وتوفيَّ عامَ 110 للهجرة ( 728 ميلادي ) شاعرٌ منَ النُّبلاءِ ، منْ أهلِ البصرةِ ، عظيمُ الأثرِ في اللُّغة العربيَّةِ , وفي الشِّعرِ العربيِّ ُيشبَّهُ بالشاعرِ زهيرِ بنِ أبي سلمى , وكِلاهما منْ شُعراءِ الطَّبقةِ الأولى، زهيرُ في عصرِ ما قبلَ الإسلامِ ، والفرزدقُ في العصرِ الإسلامي (الأموِّي تحديداً ) وهو صاحبُ الأخبارِ مع جريرٍ والأخطلِ، ومهاجاتهُ لهما أشهرُ منْ أنْ تذكرَ. كانَ شريفاً في قومهِ، عزيزَ الجانبِ ، يحمي منْ يستجيرُ بقبرِ أبيهِ . لقِّبَ بالفرزدقِ لجهامةِ وجههِ وغُلظهِ . وتُوفِّي في باديةِ البصرة. تركَ لنا إرثاً شعريَّا كبيراً , بلغَ (601 ) قصيدة , واشتهرَ بالهجاء. رحمَ اللهُ الفرزدقَ

يا مَرحباً بالقادمينَ ضيوفَنا أشعَلتُ ناراً , والعَشاءُ بَعيرُ منْ قالَ إنّي للضيوفِ مُقاتلٌ ؟ والعُربُ تكرِمُ ضيفَها وتجيرُ قدْ كنتُ أسألُ عنْ جريرٍ واحدٍ فَإذا بهمْ جيشٌ أتى وأميرُ هذا جَريرٌ قدْ أتى بمُساندٍ وأنا لَهمْ , ومِنَ الإلهِ نَصيرُ تَااللهِ سَيفي ليسَ يعرفُ غمدَهُ والموتُ ذا للمُعتَدينَ مَصيرُ فَدَعوا جَريراً , يَستبيحُ مُهنَّدي ويُقطِّعُ الأوصالَ فيهِ بَصيرُ ما للرَّعيَّةِ ألجمتْ أفواهَها فالصَّمتُ رعبٌ والكلامُ خَطيرُ

اتابع بروعة الانتقاء كونا جميلين صداحين

	جَرير 28 - 110 هـ / 648 - 728 م جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم. أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفردق والأخطل. كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.

إهدأ فرزدقُ فالكلامُ كثيرُ هذي الحروبُ سلاحُها التّعبيرُ فاليومَ أطوي صفحةَ الودِّ التي كنّا نَعبُّ كؤوسَها و نُديرُ فسأحرقُ الرّيحانَ في بستانِنا حتّى تُعربدَ في العَراءِ صُخورُ مصباحُ شِعرِكَ أخْمدتْهُ عواصِفي لا زيتَ فيه و خانَهُ التَّصويرُ نَمْ لا تحاول أنْ تبوحَ بكِلْمةٍ و قِ نفسَكَ النّيرانَ يا مغرورُ نحنُ الشموسُ , فسلْ ظلامَكَ يا فتى: أرأيتَ شمساً في الظلامِ تسيرُ ؟؟

	الأَخطَل ولد عام 19 للهجرة وتوفي عام 90 للهجرة (640 - 708 ميلادي ) هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، ويكنى أبو مالك، من بني تغلب. شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل. نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق , واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة. وإرثه الشعري الذي تركه لنا بحدود 157 قصيدة. ***