جملكة
صيغة ( فعللة ) من أجمل الصيغ الصرفية في اللغة العربية ذاك أنها تحمل عدة معان أهمها صبغ أمرٍ ما بصبغة أمر سابق عليه و الإتيان به على شاكلته فإن أردت مثلا تشبيه ما يجري في العراق من صراع طائفي مذهبي بما جرى في لبنان من حرب طائفية قلت : لبننة العراق ؛ أو بلقنة الشرق الأوسط أسوة بما حدث في بلاد البلقان ؛ أو أفغنة الصومال مثلا .
الأمر تعدّى التشبيه إلى النسبة فإن رغبت في تغيير نمط اقتصادي في دولة ما قلت : رسملة النظام أو دمقرطة ذاك النظام أو تخليصه من دكترة المتسلطين و سطوتهم .
و إذا طاب لدولة ما التخفيف من العمالة الأجنبية لديها قامت بحملة تلييب ( جعل الوظائف و المهن في أيدي الليبيين أو سعودة اليد العاملة أو قطرنتها أو تمصيرها أو فرنستها إلخ....
فماذا يضير لو ولّدنا كلمة جديدة مشتقة من كلمتين : الجمهورية و المملكة ؟؟
و ذلك لنحصل على كلمة ( جملكة ) التي تختزن سمات نظام سياسي جديد فريد لا يقوم فيه الحاكم عن الكرسي حتى يهترئ شخصيا بعد أن يمدد له مجلس النواب الموقر فترات حكم مدى حياته الشريفة الكريمة حتى ولو افترسه المرض و أرجفه الزهايمر فصار يبدو في حالة رقص متواصل ؛ و بحيث يتسلم الحكم ابنه المميز جدا والذي تربى في حضن الخبرة الطويلة و خَبزَ السياسة و عجنها و خبر من أين تُؤكل الشعوب و كيف تُساس و كيف يُحمى النظام من الجماليك الشعوبيين الطامعين في الوطن و كيف يصون حمى الوطن من الجملوكيات الطامحة إلى التوسع و السيطرة و نهب الخيرات .
و لأن هذا الإبن المدلل يعرف - و هذا هو الأهم – كيف يتعاون مع الأنظمة الجملوكية مخابراتيا و أمنيا و سياسيا و كيف يؤدي فروض الطاعة للجملكة المتحدة العظمى التي ترعى الديمقراطية و تسعى إلى فرضها بقوة الأباتشي و إلى أمركة الحياة و جملكة الأنظمة الشرق أوسطية من أجل محاربة الإرهاب و نشر السلام و الأمن و التقدم و توريد النموذج الاسرائيلي و( أسرلة )
النظم من أجل المنافحة عن حقوق الإنسان و شطب الغوغائية و الفلسطة من قاموس الوجود .
فهل نشك في جمالية هذه الصيغة الصرفية و نتقاعس عن ابتداع صيغ صرفية أخرى؟؟