وضعت عصا الترحال في وطني وظل القلب بين البان والعلم
بدأت بكتابة حروف الشوق من أرض الوطن لأهلي في الواحة ، كان الفجر ندي الوجه ، والنجوم تودع رحلة الأفق يحدوها السحر بمشقة النور . فكان الدمع يهمي شوقا إليكم ، القلم رفيق رحلتي كتب لكم :
من ذاكرة الفجر
حبات الندى الفطري تلثم خــد الفجر برضاب عفة ، بسمات الدوالي مرسومة فوق شفاه العناقيد المرصوفة عقد حسن محلى بشهد الصباح على جيد نور ، ونسمات معطرة بأريج ياسمين البراءة تهمس بخلد الورود حروف أفق نفض غلالة الليل عن أجفان وريقات الكرى ،طوقته أنوار السحر برفيف منى ، تبث عبق الروح في جسد الطبيعة الغافي على مهاد الأحلام .
أوراق الصباح فتحت لقلم الشمس يرسم أغاريد البوح بشذرات الندى بيان حركة الأمل السرمدي بعد رحلة على مركبة الزمن طاف ليل الحيارى وعيون المحبين بأشواك سهاد غرست بين الأجفان والمآقي الحالمة بخد الشمس آهات قلوب وجد .
نقاء هديل ترتله حمائم الكون بصداح آيات اليقظة والبشرى موسيقا قلوب نهضت من سبات تبتل إلى أفق تسبيح بملكوت الرحمن .
شفة الأفق تبتسم للفلق ،عذراء عشق لموعد تقى يرسم قبلة نقية على أعطاف أزهار الحدائق الناعسة من ثقل حبات الندى هدية عيد ميلاد يجدد عهد أمل بيوم لبس بردة السعادة .
خيوط الشمس تتسلل خجلة من وراء كثبان الأمس رسل كوكب سرمدي يطوف العيون بشعاع يخترق حنايا الرموش بيقين النهار .
الأولاد ينهضون بسيقان ملت فراش الانتظار فيشعلون الأزقة بحركة الحياة لا تقف عند حدود زجر أب رسم الكرى في ساح أجفانه حمرة سهر على آهات قلم أتعبته مهار الخيال بين بسمة المعاني قوافي يطوف بها على ظهر عبقر وديان الذكرى وبين دنان نثر يعبث بكؤوسها على طاولة ندامى فكره .
حركة الحروف تتوقف أمام اجتياح صوت الأم المرحبة بكلمات لقاء الصباح الناثر رائحة فنجان القهوة على طبق رضا .
حركات خطا الأطفال المتسارعة لفك طلاسم الأحلام تستقبل وجه الشمس بوجوه بريئة تنتابها كآبة يقرؤها من صفحات ماضيه أب عاش المستقبل الآتي على جناح حيرة ورعشة مجهول .
كوكب عشقه يدور بفلك أحبته تحت نخيل واحة الفكر والأدب مستقبلا شمس الوصل بأنامل اللهفة لتطبع أولى حروفر رحلته إلى بلاد الأهل بشوق وحي لقلب محب ،
كلمات حنين مبرأة من خطأ عذل أو شك ظنون ، طاهرة نقية في محراب فؤاد عشق الواحة بروح رفضت مغريات تتراقص دونها مشاعر الدهشة من قلوب آخرين .... لكن ما بي يقول والله لو كان المغرى زحلا لهان في عيني عرض الدنيا أمام فيء نخلة لجأت إليها بقلب تأدب على مقاعد عهد حضرته ملائكة النقاء سجلت بحروف الولاء صك أفئدة تقاسمت هموم المستقبل بعدل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، ماكان بينهم من صحف خير ، رسالة لأجيال سيعرفون غث العهود من سمينها ، وسيقرأون أسفار الغاية بعيون تذرف بهجة بما تركه أدباء فطروا على تبليغ الأمانة لمن بعدهم .
ـــــــــــ
أولى مذكرات لاجئ أدبي
بصر الحرير/29/6/2006