|
أزف إليك يا أقصى سلامي |
دعائي واشتياقي واحترامي |
وأهديك الورود الباسماتِ |
معطرةً بنفحٍ من كلامي |
أحنُ إليك مشتاقاً وأرجو |
صلاةً فيك من قبل الخِتامِ |
فداك أنا وما ملكت يمني |
وأُرخصُ كل شيءٍ في زِمامي |
فإني ما أُحبُ كأهلِ ربي |
فأقصر يا عذولي في ملامِ |
ولم أرضى بتفريقٍ بيومٍ |
فكل المسلمين لهم سلامي |
فلسطين بها عجبٌ عجابُ |
سلامٌ ليس يُدركهُ نظامي |
فإنك إن مددت لهُ يميناً |
فقد مُدت يمينك للحِمَامِ |
سلامٌ صاغهُ أعداءُ ربي |
ففيهِ إذاً مماتي وانهزامي |
وترضى النفس إذ فيها رجالٌ |
حُماةَ الدينِ أهلٌ للوئامِ |
إذا لاقيتَهم لاقيتَ قوماً |
همُ والموتُ دوماً في صِدامِ |
فإما أن ينالَ الموتُ كرّة |
فتلك شهادةٌ فيها مَرامي |
وإما أنهُ في العمرِ باقي |
فيبقى لابثاً قربَ الخيامِ |
فلسطين الأسيرة كم تعاني |
جراحاً في ازدياد وانقسام |
إذا طابت بها يوماً جراحاً |
أتى للغدرِ سيفٌ في الظلامِ |
وإن تنجو من الأعداء تأتي |
وفودٌ من بنيها بالخصامِ |
ويكثر بينهم (قالوا وقلنا) |
وضاع الحقُ في وسط الزحامِ |
يدُ الأعداء في أهلٍ وصَحبٍ |
أشدُ عليكَ وقعاً في الضِرامِ |
فجُرْحُكَ مِنكَ أصعَبُ للتداوي |
وجُرْحك فيك أيسر لـ التئامِ |
وتحسبُ صفهم للحق يُجمع |
فتدرك أنهم صفُ اللئامِ |
وظاهرهم ينافي ما ببطنٍ |
ويُشبهُ وِدهم طبعُ النعامِ |
إذا حَكَمُوا فذا أمرٌ بَدِيهي |
وإن حُكِمُوا فذا أصلُ الحرامِ |
تَراهُ يمدُ نَحوكَ كَفُ خَيرٍ |
و قَدْ دُهِنَت بها سماً زؤامِ |
فإنهمُ العدو بِثوبِ طُهرٍ |
وقد خُدِعت بهم بعضُ الأنامِ |
يدٌ طالت عليك إذا أتت في أخيك وفي بنيك وفي العوامِ |
وقد قصُرتْ يدٌ رُدّتْ بأهلٍ |
لقد اختار ذا الشعبُ العدالة |
وحُق لهُ السلامة والتنامي |
أبيٌ ليس يُرهبهُ التجبر |
ولن تلقاهُ يوماً انهزامي |
يرى الأشياء في ظهرٍ وبطنٍ |
وصعبٌ أن سيُخّدَع بالكلامِ |
فقد بزغت "حماسٌ" بانتصارٍ |
وحُقَّ لها انتصارٌ بانتظامِ |
فعدلٌ أنها نُصرت ففازت |
وظلمٌ أن ستُخذل في النظامِ |
فأين العدلُ إن كنا ارتضينا |
بحكم الله والقومُ العظامِ!؟ |
رضيتم بانتخاب الشعب لكن |
أبيتم للحقيقة في تعامي |
وزينتم لنا أن قد رضيتم |
ولكن لا يزالُ الجرحُ دامي |
فزدتم شُقةً في الدين منها |
تئن القدس والبيتُ الحرامِ |
وضعتم في يدِ الأعداء كفاً |
وألفٌ مثلها قصدُ التمامِ |
ألما بان حقٌ ،جاء صفٌ |
لهُ الأعداء يجمع كل ضامِ! |
( ألا أقبل فإن الخير ينمو |
فإن ينمو يكن للشر رامي ) |
وقد قالوا قديماً : ( لا محمد |
و لا مكة ،ونَمنعُ بالحُسامِ |
ولا نقبل بذا الإسلامِ دينا |
ولا للآل والصحب الكرامِ) |
فقامت تجمع الأضداد حتى |
يكون عدوهم أهلُ السلامِ |
فإسرائيل ، أمريكا ، وخلقٌ |
بأقنعةٍ همُ رأسُ الهوامِ |
يَحِقُ بأن تُقَطّع كل رأسٍ |
فلا يبقى لها ذنباً يُحامي |
وإنك إن عرفت سلاح خصمٍ |
تُعدُ له الدواء على الدوامِ |
وتغلق كل باب بث ريحاً |
تصرصر في عتوٍ وانتقامِ |
سهامُ الموتِ لا تُخطي مكاناً |
وكلٌ سوف يُصلى بالسهامِ |
فإما أن تنال الموت خوفاً |
وإما أن تموت بغير رامي |
وإما أن تسير إلى مماتٍ |
لأجل الله موتاً في سلامِ |
فَأمْسِك يا أخا الإسلام درباً |
به قد جاء أحمد للأنامِ |
وزد ذَكراَ لربك كل حينٍ |
وصلِ الليل تهنأ بالقيامِ |
و لا تنسى الصلاة على محمد |
وأكثر ما يكون مع الختامِ |