أتأمل الفجر بإشراقه من شرفة تسلقتها ياسمينة عطرت نسمات الفجر الندية ، نثرت ورودها كنجمات خلَّفها ليل رحل ، لوَّنها الأمل بصفاء لون الثلج البكر بياضا ، رقيقة ، امتزج أريجها بأنفاسي الهادئة فانتشت الروح في باكورة صباح طل على الكون يتهادى بدلال ، يداعب النعاس المتثائب ، يعلن قدوم الشمس بدفئها ، يوقظ الأطيار في أوكارها مغردة بفرح ، ترفرف أجنحتها نافضة عنها الكسل ، يحمل همس أوراق الشجر بحفيفها ، معلنا عن قدوم يوم جديد .
ترتفع الشمس بالأفق تملأ الدنيا نورا وضياء ، يطل طيفك بمخيلتي مع إشراقتها ، تتفتق على شفاهك ابتسامة كورود ندية ، تملأ صباحي سعادة وبهجة ، تزينه بدفء الحب ، والروح تناجيك اشتياقا .
يا بعيدا قريبا .. سكن في خافقي ووجداني ، في كل فجر يوقظني الشوق حتى أرقب معه طلوع الشمس ، فأشاركه لحظات تأمل ونجوى رغم مسافات البعد في حلم وردي يجمعنا . مختصرا كل المفردات .
ها نحن نعد الأيام تنازليا في انتظار لحظة تجمعنا بعد اغتراب ، أسقي ورودي من مهجتي أرعاها بصبري ، اتوسلها أن تبقى في أكمتها حتى يأتي موعد اللقاء ، ليكون تفتقها إعلان فرحي ، وموسم ربيعي الذي أجل قدومه في غيابك عني ، فينبعث بألق مستقدما فراشات تلونت بلون الفرح ، وعصافير تغرد لحن السعادة ، فارشا الربى ببساط سندسي اخضر موشى بزهور تتنفس نشوى بعد طول رقاد .
أمد حلمي دربا لخطاك يمتد عبر الأفق البعيد ، أنير جنباته بشموع انتظاري ، أيها الآتي مع إطلالة فجر جديد ، وعهد جديد الوصال ، اليوم .. تبدأ أولى خطاك مغادرا مساحة الغربة الضيقة .. لتدخل فسيح مساحات حبي وانتظاري .