فاح الشذا في حرفيَ المكتوبِ
فسرى بمسك النظم عصف هبوبي
أبذكر عواشٍ تندى طيبي
عواش أزكى من مسيس الطيبِ
***********
ممشوقة مثل الشعاع إذا بدا
ريانة كالورد خدده الندى
تحكي بضحكتها الحمام مغردا
فوق الغصون بشدوه المسكوبٍ
************
حوراء تشبه في التفاتتها المها
والجيد برق لاح في وجه السها
وأنا المتيم عن هواها ما سها
عواش لي قدر الهوى ونصيبي
************
كشفت بضحكتها عن الدر الثمينْ
والثغر كالعناب دفاه الحنينْ
ما افترّ حتى هيج الشوق الدفينْ
ياقلب عواشي ترى تعذيبي
************
يانظرة تبدي ذبول الناعسِ
مسحت فؤادي مثل لمس اللامسِ
فتمكنت مني كطعنة فارسِ
عواش رفقا بالحشا المسلوبِ
*************
ياوجنة كالصبح أسفر مطنبا
تغري شعاع الشمس حتى يُحجبا
هل لي بقطف الورد من تلك الربى
عواش ذا الوجه الصبوح حبيبي
*************
أهوى دعابتها تراقص خاطري
تجلو الهموم عن الفؤاد الحائرِ
هي بلسمي من كل جرح غائرِ
عواش في الأسقام أنت طبيبي
************
لاتسألوني هل مللت وثاقها
لاتسألوني هل تطيق فراقها
لو بعت عمري واشتريت عناقها
يوما لكان قناعة المطلوبِ
***********
كاشفتها عما بقلبي من غرامْ
ورأت بعيني ما ينوب عن الكلامْ
حبا سرى حتى توطن في العظامْ
لكن عواشي أبت تطييبي
*************
من مثل قلبي في المحبة قد صدقْ
وحبيبه أبدا يوافيه الملقْ
يبقيه كالهيمان زعزعه القلقْ
سهران بين تأوه ونحيبٍ
************
من مثل قلبي باع فيه وما اشترى
فيه سوى دمع على غدر جرى
مازال غرا في المحبة ما درى
لعب الدلال بحسنه الموهوبِ
************
عمري انقضى حتى متى حتى متى
ذل انتظاري طال فيه وما أتى
كم من ربيع مر أعقبه شتا
وأنا أعيش الوعد وعد كذوبِ
***********
ياليت طرفي لم يعاين شمسهُ
ياليت سمعي لم يخالط همسهُ
ياليت يومي لم يعانق أمسه
ياليتني لم أتخذه حبيبي
**********
ألأنني مجروحه يرميني
ألضعف ما بي في الهوى يقصيني
وبمدية من ظلمه يرديني
دائي وبرء الداء عند طبيبي
*************
قد غره لهثي وراء سرابهِ
وترددي لهفا على أبوابهِ
فمضى يجر الكبر في أثوابهِ
والكبر عدة تائه مغلوب
************
لما أحس بهاتفي وسؤالي
قد أكثرا حرصا من التسآل
جعل الجزاء عواقب الإهمالِ
حقا فغاية أمره تعطيبي