قصة أم دغش ... قراءة فكرية
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...281#post169281
أولا ً
أيها المبدع مجدي جعفر
امتلاكك للقدرة العجيبة لعقلنة الخيال شدني لقصتك وأوصلني الى حد الاندهاش ولربما كنت اسبح معك محلقا ً الى السحاب تارة مع حمامات أم دغش او غارقا مع الدموع الساخنة في بحيرة الضياع لمتاهات الانتماء حيث أنساننا اليوم تعصره تماسيح الزيف والهوان ويباع ويشترى هو وأوطاننا ونيلنا وفراتنا و دمنا ودموعنا ...
ولربما ملأت آذاني ترانيم ناي حزين حين يدور الحوار بين أم دغش واولئك الذين ذكروها على حين غفلة من الزمن بمن ظلمها ويظلمنا آناء الليل وأطراف النهار
وفي نفس الحوار
رأيتك ياأستاذ مجدي ساحرا ً تسعى بثعابين صدقك وهي ملآى بمداد قلمك وكأننا نشهد يوم الزينة بكامل حضور سحرة الانس والجن من دون فرعون إذ كلنا اليوم فرعون يطغى بعضنا على بعض
قاصنا الحبيب ... أستاذ مجدي
اراهن على بزوغ نجم ابداعك وانت تترك بصمتك فيه بوضوح
لانك بالغت في تشريح جثثنا الروحية لترينا الكم المذهل من الطعنات التي أصابت مقتلنا حيث الاب والعمدة والمأذون وطبيب الصحة بل وحتى الهندي .... أكل لحمنا ميتا ً فما عادت لنا طاقة حتى لنكرههم
ثانيا ً
أما حين تسألني أين بكيت ياخليل
فسأقول لك بكل مرارة كيف حروفك أقشعرت لها حيطان بيتي وشبابيكه ووقفت عصافير مدينتي تبكي لبكائي
نعم أيها المبدع .. كيف لا وأنت تذكرني برجال هاجروا الى الله وهم على يقين من أننا مسالمين ... صارخين
أنا المصري - كريم العنصرين
أنا العراقي .. كريم العنصرين
أنا الجزائري .. كريم العنصرين
أنا الفلسطيني .. كريم العنصرين
نعم أيها المبدع كنا ولانزال أوقاتاً نبكي وأوقاتاً نضحك وأقاتا ً نحيا ونحن ميتون
ثالثا ً
أما لو سألتني كيف فقهت لغة الطير ؟! فسأقول لك
لانني ببساطة وأنت معي وكل من ملك آذانا ً واعية تسمع كيف النحيب اليوم في بيروت ومن قبل في بغداد وغدا ً في دمشقنا ...
أقول كلنا صرنا نفهم لغة الطير ونغرد بكاءاتنا محلقين في سرب الصمود لغد لابد له من أن يبزغ نهاره ولو بعد حين
إننا سيدي كما أم دغش يمتص الحمام ثورتها وثورتنا
والثائرون اليوم حين خذلناهم نسمع شرايينهم وهي تشتمنا أحياناً بلا سبب بل إننا نعرف السبب ونتغافل عنه مهطعين مقنعي رؤؤسنا ... وأفئدتنا هواء
سيدي أيها الشاكي جرحنا ... في قصتك
لطالما أردت ذات يوم أن اقنع أبنتي ووحيدتي ( ايناس ) أن عباس هذا في قصتك لم يكن هو من يحلق فوق بيروت ليضرب الشيوخ والاطفال
لكنها ... تكذبني ... فلا أعرف كيف أجيبها
بنيتي وحبيبتي وغاليتي عباس هذا صديقنا
عباس بن فرناس أول من حاول الطيران و فشل و قد تنجح أم دغش !!
وسننجح بنيتي ... اذ فشل عباس
بنيتي
ستذكرين مااقول وأفوض أمري الى الله
أتدرين متى ... غاليتي
حينما الشايب يفيق من سكره
رابعا ً
لن أتكلم فقد أختصرت أم دغش منا الكلام
وأنا معها كل يوم - من عشرات السنين - و أنا أحمل حمامة رسالة أبعث بها إلى تربتي وأمي ومقابري ، و كل يوم أنتظر ، لا الحمامة تعود و لا الرد يصل !!
لا الحمامة تعود و لا الرد يصل !!
لا الحمامة تعود و لا الرد يصل !!
لا الحمامة تعود و لا الرد يصل !!
ما تركت أحداً فوق الارض إلا بعثت له رسالة - حتى أولياء الله الصالحين " 00
وحتى أنبياؤه المدفونين في ضلوعنا
وفي كل سحر كنت أسمع جوابهم كما أسمع 00 نوح الحمام و بكاءه 000
وفى اللحظة التي كان يخرج فيها دغش مُحملاً في النعش 0 كانت أم دغش تقف على قمة البرج ، تلبس الجناحين
آنئذ ... نجح عباس في أقتناص كل ظالم جبار فوق الارض وفي جو السماء
نعم
لقد نجح عباسنا .... وعاش دغش ... فمابالكم تحسبوه من الميتين
مابالكم تحسبوه من الميتين
أخيرا ً
سأذكر ماحييت ياأستاذ مجدي
أن دمعة أحرقت خدي .... اليوم ... ذرفتها .... لم تكن تعني سوى أنك تكتب من القلب حروفك
وتنقشها في سماوات زهونا وحلمنا .... ياصديق المحزونين
لك مني قبلة على الجبين
أن هيجت في ّ البكا ... والفضل دوما ً للمتقدم