غصت شوارع لبنان بالأدخنة التي زكمت الأنوف..!!
كان جاد يسترخي في قهوة ابو زين
ليحتسي هو ورفيق عمره توفيق قهوتهما المعتادة
يستعيدان ذكريات عابقة مرت من هاهنا منذ سنين مضت..
هز المكان قنبلة قوية...!! تناثرت ذكريات جاد معها ,,
تذكر فقط أنه مع هذا الصوت سيتذكر دوما رفيقه توفيق الذي قضى في هذا العدوان
كان مشروعهما أن يفتحا مقهى على بداية الصيف القادم
لأن السياح يتوافدون بكثافة في مثل هذا الوقت
تذكر أنه لن يقدم النرجيلة ولا المعسل ... ولا أكواب الشراب المحرم
وردد: رحمك الله توفيق . الأعمال بالنيات ياصديقي..!!
بنينا الحلم طوبة طوبة ,, وفكرة تجارية رابحة ..
آآه للأحلام...!!
يكفينا فقط ماسنجنيه في الصيف لأن الربح سيكون بآلاف الليرات.. التي ستنعشنا عاماً كامل
آآه للأحلام..!!
اخذه السهاد.. دس وجهه في التراب بدلاً من الوسائد الناعمة..
ادركت ياتوفيق أن النعيم لايدوم , وكل شئ في هذه الدينا فان..
تذكرت رحلة الشتاء الماضي في الريف الجميل حين أردتْ أن تنام على حصير
مزرعة أبو حلمي فقلت لك.. اتركها لأبناء الفقر
فقلت يارفيق القلب: الا نخشوشن ياصاح..!! فإن النعم لاتدوم..
آآه ياتوفيق ...
ظل جاد يقلب أوراق الذكرى وحيدا على ضوء القمر.. الذي لا تولبن له ..
حتى استسلم مؤخرا للنوم الذي لم يخلو أيضا من القنابل والكوابيس المفزعة..
استيقظ من جديد وعيناه تحمر من السهر والبكاء والانتظار نظرا الى الشمس التي سادتها ضبابية القتل والظلم
الشارع ملوث بالدماء والرماد
ورائحة الموت مرت بكل بيت..
ستعيش لبنان من جديد صولات الحرب
وستنال اسرائيل ويلات العذاب .. زمجري يابيروت واستأسدي صيدا
فكل لبنان وجها لوجه لتبيد بني صهيون..!
والجمهور العربي يشاهد من جديد مسرحية جديدة ...!
فلا تنسوا حبات الفشار المتبلة بالكراميل.. مع الكابتشينو بالكريمة...
فهي ألذ مع التنديد والأسف على طعم لبنان الذي غدا علقما..
شكرا لأسفكم ياعرب...!!