هديتي لطفلك! صاعقة
انتهت للتو صلاة الفجر ...
تململ الصغار في أسرتهم والعصافير في أعشاشها ...
فركوا أعينهم .... تناولوا شيئا من الماء ... ومسحوا وجوههم ... واندهشوا ...
قبلهم ابوهم ... ولحقتهم أمهم بشيء من حليب الماعز ...
الشمس تشرق على استحياء ملفوفة في وشاحها الأرجواني الرقيق ...
فوق السهول والوديان ورؤوس الجبال ...
عانق ضوءها جدائل الحشائش وخصلات السنابل لقمح ينتظر الحصاد ...
دمدم الهواء من حول البيت الريفي الصغير ...إنهم يعرفونها .... طائرة ...
وشمس الحقيقة تشرق فوق أعين الصغار والعصافير والسنابل ...
بهدوء... فتحو ا أعينهم المشرقة بالأمل والفرحة وكثير من الدهشة .. كان صوت الدمدمة أقوى هذه المرة .. مرت فوقهم طائرة حربية ...طالما حلموا برؤيتها وهي تطير ... ثم ركضوا تتبعهم عنزتهم الصغيرة .. نحو الأفق ... يتضاحكون ويتدافعون .... ليشاهدووها باستمتاع بريء :
( هيييييييييييييييه ... طيااارة)
لكنها فقأت عين الشمس ...وزمجرت فيهم ( وهم لا يعلمون لماذا؟) ... وأرسلت عليهم هديتها الصاعقة.... وهم مندهشون.
فزعوا ؟ نعم .
فروا ؟ لا أدري.
لكنهم بهدوء أيضا ... أغمضوا مرة أخرى ...وابتسموا .... ورحلوا ومعم عنزتهم العزيزة....الى واد آخر ربما يكون أجمل ... حيث يجدون فيه شربة ماء صافية دون شظايا أو غبار ..... وسنابل لا تحترق ... ورؤوس جبال من الزهر لا من القنابل والبارود ..وهناك لعب كثيرة منها طائرات ملونة ....لا ترسل هدايا صاعقة للأطفال.
محمد نديم 23 يوليو 2006