العريس
قصة قصيرة
بقلم : موشي سميلانسكي
ترجمة : د . محمد أيوب
كان قبيحا جدا ، ضخم وسمين كالجمل ، ولذلك لقبوه بالعريس الجمل ، وإذا ما قابل أناسا لا يعرفونه فإنهم يخافون من وحهه ، ولكن الذين يعرفونه يدركون أنه بداخل هذا الجسم الخشن والقبيح يوجد قلب طفل صغير ، ولأجل هذا كانوا جميعهم يستغلونه ، وبعد ذلك يسخرون منه ، مع أنه لو أراد فإنه كان باستطاعته أن يقتل إنسانا بضربة واحدة ، ولكن العريس لا يرفع يدا على أي إنسان .
هذا الرجل الضخم والخشن أحب النساء الصغيرات على وجه الخصوص لأنهن ضعيفات ، ولأنهن رقيقات ولطيفات ، وعندما كبر وانتقل إلى طور الرجولة ، وأخذ يفكر في الزوجة ، كان يذهب إلى القرى لرؤية البنات ، وبعد ذلك توجه إلى المدن .. إلى الرملة .. إلى يافا ، وهناك وجد ضالته ، بنات المدينة كن أصغر كثيرا ، أكثر بياضا وأكثر رقة ، العريس الجمل قرر أن يأخذ زوجة من المدينة ، ولكن فتيات المدينة لا ترضيهن النقود التي يمتلكها ، فاشتغل عدة سنوات حتى أصبح عمره خمسة وثلاثون عاما ، عندها توجه إلى الرملة واشترى له زوجة ، لا توجد زوجة صغيرة وبيضاء بسعر ألف فرنك ، وعندما أحضر زوجته إلى بيته كان سعيدا جدا .
الزوجة الصغيرة كرهت الزوج الضخم والقبيح فقد كان في نظرها قردا خشنا ، لم تر قلبه الطيب ولم تكتشفه ، وإنما كانت حزينة دائما ، كانت تصرخ باستمرار ، وفي بيت الزوجية لم تمر لحظة هدوء أو سلام بالمرة .
ولكن الزوج أحب زوجته ، لم يرسلها إلى العمل ، أعطاها كل ما تطلبه ، وعندما كانت تصرخ ، كان يسكت ويتحمل كل شيء في صمت ، ولم يلق بالا إلى الأشياء السيئة التي كان يرددها الجيران وأهل الحارات عن زوجته ، وعندما كانت تصرخ في وجهه : إني أكرهك ، وتطلب الطلاق منه ، كان يكتئب كثيرا ، ولكنه لم ينبس ببنت شفة ، فقط مرة واحدة حزن الزوج على زوجته .
أنجبت له زوجته بنتا أسماها حليمة ، أحبها أكثر من حبه لزوجته ، ولكن الزوجة كرهته وكرهت ابنته ، قالت له : أنا أكرهك وأكره ابنتك القبيحة .
ارتعد الزوج عندما سمع ذلك ، ولكنه لم يتفوه بشيء ، وفي أحد الأيام رأى زوجته تضرب الرضيعة ، جاء مسرعا ، أمسك يد زوجته .. لم يشأ أن يفعل شيئا ، فقط أمسك بها حتى لا تضرب الرضيعة ، أمسك يدها بقوة حتى انكسرت .. جاء والدا زوجته فاضطر لأن يطلقها وخسر الألف فرنك التي دفعها ، لم يبق لديه سوى الطفلة حليمة .
أحب الزوج ابنته كثيرا ، اعتنى بها مثل أم رءوم ، وعندما كان يذهب إلى عمله يأخذ البنت معه ، كان حلمه الكبير أن ينادوه : " أبو حليمة " ، ولكن رجال القرية السيئين لم يرضوا أن يطيب نفسا وأصروا على مناداته بالزوج الجمل .
فقط أنا الذي كنت أدعوه : أبو حليمة ، ولذلك أحبني وحرس كرمي ، كان يحضر حليمة معه، وعندما كان يعتني بالطفلة كانت دموع الفرح تنحدر على وجهه القبيح .