|
وُلِدَتْ نَدَى فَالكَوْنُ تَاهَ عَلَى المَدَى |
وَالحُسْنُ فِي خَدِّ الزَّمَانِ تَوَرَّدَا |
وُلِدَتْ فَأَوْرَقَتِ المَشَاعِرُ فِي دَمِي |
وَالقَلْبُ بَعْدَ الجَدْبِ بَلَّلَهُ النَّدَى |
وَجْهٌ كَتَسْبِيحِ المَلائِكِ طَاهِرٌ |
وَفَمٌ كَتَرْتِيلِ الشُّرَيْمِ مُجَوَّدَا |
كَالنُّورِ يَسْعَى بِالمَحَبَّةِ كُلَّمَا |
أَطْفَأْتُهُ بِالدَّمْعِ زَادَ تَوَقُّدَا |
وَنَبَاهَةٌ رَسَمَتْ مَلاحَةَ عَيْنِهَا |
تَجْلُو الفُؤَادَ مَتَى رَنَتْ وَالفَرْقَدَا |
نَظَرَتْ إِلَى بَدْرِ الدُّجَى فَدَنَا لَهَا |
وَتَبَسَّمَتْ فَإِذَا الكَوَاكِبُ سُجَّدَا |
أَلْقَتْ عَلَى قَلْبِي الحَيَاةَ كَأَنَّهَا |
مِنْ لَمْسِ كَفَّيهَا الشَّبَابُ تَجَدَّدَا |
وَسَقَى السُّرُورُ سُلافَةً لا تَنْقَضِي |
وَأَقَامَ بِالحُبِّ الفُؤَادَ وَأَقْعَدَا |
تَرْنُو إِلَيَّ تُرِيدُ حِضْنَ مَحَبَّةٍ |
وَتَطِيرُ حَبْوًا إِنْ مَدَدْتُ لَهَا يَدَا |
وَإِذَا نَأَيْتُ بِطَرْفِ عَينِي أَطْرَقَتْ |
مِنْهَا العُيُونُ وَدَمْعُهَا الغَالِي بَدَا |
يَا رَاحَةَ النَّفْسِ ابْتِسَامُكِ بَهْجَتِي |
وَلِقَاكِ عِنْدَ البَابِ أَعْذَبُ مَوْرِدَا |
وَمَتَى بَكَيْتِ أَوِ ادَّعَيْتِ شِكَايَةً |
يَا بُؤْسَ عَيْشِي مَا أَمَرَّ وَأَنْكَدَا |
إِنْ قُلْتِ "بَابَا" طِرْتُ أَسْبِقُ فَرْحَتِي |
وَأَجَابَ قَلْبِي قَبْلَ أَنْ يَرِدَ النِّدَا |
تَتَدَلَّلِينَ مَتَى رَأَيتِ تَشَوُّقِي |
وَمِنَ التَّدَلُّلِ مَا أَرَاحَ وَأَسْعَدَا |
عُصْفُورَتِي الغَنَّاءَ وَاحَةَ خَاطِرِي |
يَا بَسْمَةَ الإِحْسَاسِ يَا سَمْتَ المَدَى |
يَا وَجْهَ أُمِّي يَا عُيُونَ حَبِيبَتِي |
يَا كُلَّ نَفْسِي أَنْ تَكُونَ لَكِ الفِدَا |
إِنِّي أَنَا الطَّيْرُ المُغَرِّدُ فِي الرُّبَى |
لَكِنَّ سَجْعِي مِنْ نَشِيدِكِ كَالصَّدَى |
أَنَا رِحْلَةُ العُمُرِ البَهِيجِ قَدِ انْقَضَى |
لَكِنَّهُ يَا طِفْلَتِي فِيكِ ابْتَدَا |
رَيْحَانَةَ القَلْبِ السَّعِيدِ تَأَوَّدِي |
فَأَبُوكِ كَفُّ الغَيْثِ أَمْطَرَ وَاجْتَدَى |
لَوْ شِئْتِ هَذَا الكَوْنَ جِئْتُكِ بِالذِي |
يُرْضِيكِ لا أَعْصِي لأَمْرِكِ مَقْصِدَا |
أَنْتِ الحَيَاةُ فَلَيْتَ عَيْشَكِ زَاهِرٌ |
فِي طَاعَةِ الرَّحْمَنِ فِي سُبُلِ الهُدَى |
أَمَّا أَنَا فَالمَوْتُ يَسْبقُ خُطْوَتِي |
وَاليَّوْمَ أَمْضِي يَا بُنَيَّةُ أَوْ غَدَا |
https://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/useravtar/nada01.jpg |
|