مفاسد وسائل الأعلام
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين الهادي البشير إلى سواء السبيل سيدنا محمد وعلى آله وصحبه و سلم أجمعين .
قال تعالى : (( ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ))،و قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ))
هذه كلمات مختصرات موجزات لعل الله ينفع بها أصحاب العقول النيرة ، أوجهها إلى رعاة المسلمين الذين تركوا العنان لرعيتهم دون أي ضابط يضبطهم فأصبحت تبحر في عالم الانحراف ، إلى كل من استرعاه الله رعية ، فليتق الله و ليعلم أنه مسؤول أمام الله عن هذه الرعية ففي الحديث (( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )) أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
جاء فى المرويات القديمة قصة حكيم طلبوا منه هدم إمبراطورية عظيمة لأن كل الجهود لإفساها و سقوطها فشلت لتمسك أهلها بالدين و الأخلاق.
قال لهم الحكيم سوف أعلمكم اليوم كيف تسلقون الضفدع، فتعجبوا من كلامه و قالوا له: نحن جئنا لتعلمنا كيف نسقط الإمبرطورية، أى ضفدع تتحدث عنه؟ فإسترسل و سألهم كيف تسلقون ضفدعاً و هو حى؟
فأجابوه أن يأتوا بقدر به ماء و يضعوه على النار ثم يلقوا بالضفدع فيه، فقال لهم سوف يهرب و يقفز لأن عضلات الضفدع قوية و رد فعله سريع.
و لما فشلوا فى الإجابة الصحيحة قال لهم: إئتوا بالقدر و فيه ماء بارد و ضعوا الضفدع فيه ثم إشغلوه بكل ما يشتهيه و ضعوه فى الماء فلا يجد سبباً للملل و القفز من الماء ثم إوقدوا النار بهدوء على ألا تكون قوية و بينما الماء يسخن عضلاته سوف تتمدد و سوف يتعود على سهولة الحصول على كل ما يريده من شهوات و طعام حوله، سوف يتعود على الكسل و ستتغير ردة فعله السريعة لردة فعل بطيئة و عندها إجعلوا النار قوية ستجدونه مسلوقاً!!!!!!!!
هذا ما يفعل بشبابنا يا إخوة، سلق لشبابنا عن طريق الإنغماس فى الشهوات و ترك كل ما أمر الله به، بعد فترة لن نستطيع المقاومة، لن نستطيع الدفاع عن أنفسنا و سنفضل البقاء وسط الشهوات و إن قامت قيامتنا؟؟؟؟؟
ألهذا خلقنا و بهذه الأعمال نأتى ربنا؟؟؟؟؟؟
و سأفرد قلمي في هذه الأسطر عن ما يسمى [ بالإسلام ] سواءً كان مرئياً أو مسموعاً أو مقروءاً ، والله إنني لأتعجب من أناس كان لزاماً عليهم أن يحمدوا الله أن وهب لهم ما ينفعهم و يرفعهم لينتقلوا من ظلمات الجهل إلى نور العلم فيا ليتهم يعلمون الفائدة العظيمة التي نجتنيها مما يسمى بالإسلام إذا استغللناه الاستغلال الصحيح ، بالرغم من ذلك يعتبر نوعاً من التقدم إلا أنه لسوء التوجيه أصبح تخلف و تأخر لأن أعداء الدين و من سار في نهجهم تصدروا هذا المجال لترويج أفكارهم و مخططاتهم و تزيينها لأصحاب القلوب المريضة ، فكل ما يبثه الغرب إلى المسلمين من أفكار و عقائد من أجل ماذا ؟ و ما هدفهم ؟ و ما مغزاهم ؟ وهذا السؤال الذي لا بد أن تكون أجابته واضحة معلومة لكل مسلم يشهد بعزة الدين . أليس كل ذلك من أجل إزالة معالم الدين و طمس العقيدة الإسلامية و تذويب الشخصية المسلمة فهم أشبه ما يكونون بالثعبان الذي لا ينقض على فريسته هكذا عشوائياً و إنما ينقض عليها بعد تفكير و مراوغة حتى يصل إلى غايته رغم أنه لا يملك مثل باقي الحيوانات ما يُعينه بسهولة الهجوم على فريسته سوى لسانة المسموم و قد يكون اخطر الحيوانات على الإطلاق لهدوءه و ذكائه الخارق . وهكذا من يريدون نشر الفساد فهم لا يدخلون إلينا مباشرة و يقولون افعلوا كذا أو لا تفعلوا كذا و إنما يدرسون و يخططون حتى يصلوا إلى غاياتهم الخبيثة بطرقهم الملتوية و نحن المسلمون و للأسف في سبات عميق و لا يفهمهم إلا ذووا الألباب و أقوياء الإيمان ، أما ضعاف النفوس فهم سرعان ما يتبعونهم و نحن نرى جلياً الانهزام الفكري و العقدي الذي طغى على عقول المسلمين إلا من رحم الله أمام كل ما يبثه الثعابين من أفكار عن طريق وسائل الإعلام فالثعبان أخطر عضو لديه لسانة و هؤلاء أخطر شيء جلبوه لنا و يشكل نجاحاً ملحوظاً الإعلام بشتى مجالاته ، أصبحت وسائل الإعلان لا تزرع فضيلة و لا تنشر خيراً بقدر ما أصبحت وللأسف وسيلة للتخلص و مرتعاً للمجون و الميوعة و تنشر الجرائم من زنا و سرقة و ... استلفتت أنظار المراهقين و الشباب و حتى كبار السن فلهم نصيب في ذلك فهم لا يتركون صغيراً و لا كبيراً إلا أحاطوا به بل و للأسف حتى الأطفال لم يسلموا من مكرهم جلبوا لهم العاب مثل ما يسمى بألعاب الكمبيوتر و للأسف تعرض أفلاماً و لكن بطريقة غير مباشرة تُزعزع الأخلاق و القيم في نفوس الأبرياء يدعون أنها ( ألعاب كرتونية ) فلا يملك أحدهم أن يشعر بشيء من الاستقرار أمام هذه المفاتن المبتذلة ..
مثال:
فى أحد هذه الأفلام ظهرت عقيدة الغرب الفاسدة من خلال القط توم و الكلب الذى يطارده، ى أحد هذه المطاردات مات توم و صعد إلى السماء ليدخل النار و وجد على بابها الكلب الذى كان يطارده فى الدنيا(ملك النار مالك عليه السلام أصبح كلباً فى نظر الأطفال) ماذا ننتظر بعد سب ملائكة الله الكرام و بث ذلك لأبنائنا؟؟؟؟
مثال آخر:
من سنن الله فى الكون أن يرينا بغض الأعداء فى كلامهم و تصرفاتهم، فى محاولة لعولمة التعليم بثت أمريكا و حلفائها قصة آثمة فى كتاب المفترض أن يدرس لطلبة إبتدائى، الكتاب قصصى يحكى عن قطة خانت زوجها (نعم خانت زوجها) و عندها ندمت قررت الذهاب للحج حتى تتوب و عندما رجعت من الحج خانته ثانية و قررت الذهاب للحج ثانيةً فخانته عندها قررت ألا تحج ثانية لأن الحج لم يمنعها من المعصية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هذه القصة تهدف لأهداف غاية فى الخطورة:
أولاً زعزعة الثقة فى فريضة الحج و الهدف منها.
ثانياً التقليل من شأن الخيانة فى نظر الأطفال!!!!
ثالثاً تصوير التوبة إلى الله عبر الحج فقط و كأن الغفران و التوبة لا يأتوا إلا بالحج و فى النهاية يبثوا فى أذهانهم أن شرائع الإسلام صعبة و الأفضل تركها و العيش كما يأمرنا الشيطان و الهوى و الدنيا و النفس و ترك كل ما أمر الله به.
رابعاً إهتموا بالمرأة لعلمهم أن المرأة عماد المجتمع فإذا فسدت فسد المجتمع و هذا ما يهدفون إليه تفصيلياً، و من هنا أوجه ندائى لبنات الإسلام أن يتمسكوا بتعاليم الإسلام و الحجاب عن عفة و إلتزام و إقتداء و طاعة لرب العالمين فإن أعداء الدين يريدون إفساد المجتمع الإسلامى من خلالك أختى الفاضلة فهل تقبلين أن تتحملى كل هذا الوزر؟؟؟؟
و ماذا ستلاقين الله به يوم القيامة، الأعمال الصالحة أم الذنوب من نظرة هذا و إعجاب هذا و إفتتان هذا و من بعدها نار و بئس المصير أعاذنا الله منها.
فماذا يفعل الشباب أمام التيار الجارف من المفاسد ؟ إن ذلك والله يرهق الأعصاب و يفسد الأخلاق و يصرف من الجد و العمل البناء ، و الله إن ما يحز في النفوس و يحرق القلوب أن نرى الشباب وهم أمل هذا الدين في الشوارع و الطرقات يلهون و يلعبون و يترقصون و إخوانهم المسلمين منكوبين في حرب و تشريد و ضياع و نهش للأعراض و هم لا يحركون ساكناً إلا من رحم ربي فأين غيرتهم على الدين ؟ و أين هم من خالد وزيد و عمّار ؟ شباب رفعوا راية الدين و أعادوا أمجاده ، أين هم من هؤلاء ؟ و إلى متى ستظل أمتنا أمة ضعيفة ؟ تهاب و تخشى دول الغرب ؟ إلى متى هذا الجمود و إلى متى هذه التبعية ؟ ألا فليتذكر ألوا الألباب ..
و بعد فلنحذر كل الحذر من الإعلام و ما يُدس به من أفكار و عقائد و لنوجه هذه الوسيلة في طريق يزخر به الدين أو نستغنى عنها نهائياً إذا أصبحت مدخلاً من مداخل الشيطان يبث لنا من خلالها الرذائل و مقدمات الزنا ،نسأل الله أن يكفينا عزاً و نحن نتمسك بعقيدة ديننا الحنيف حتى نُغيظ من يريدون إزالة معالم ديننا .
هذا و أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يهدينا إلى ما يحبه الله و يرضاه و يُرينا الحق حقاً و يرزقنا اتباعه يُرينا الباطل باطلاً و يرزقنا اجتنابه و أن يرشد فتيات و شباب المسلمين إلى طريق الجادة و الصواب و أن يُدمر أعداء الدين و يجعل كيدهم في نحورهم و يخيب آمالهم أنه وحده القادر عليه