لاتخسر ... صومك
هل حقا" نحن نمتلك شخصيتين في رمضان ؟هل حقا" لازلنا ندور في متاهة الامنيات والامكانات فلا نعرف كيف نخرج انفسنا من تلك الدوامة ؟فهذا الشهر الكريم شهر التراحم والتكافل يتحول بقدرة قادر إلى شهر الإزدواجية، ولايمكن لاحد ان ينكر الإيمان لأنه سلوك مطلوب ولكننا مطالبون بتنقية الايمان من الزيف العالق به وهو مرفوض عقلا" وشرعا" ، وهناك فرق كبير بين الإثنين، فى هذا الشهر الكريم، وقد رأينا الشاب المجتهد في تسيبه قبل الصوم نراه مواضبا" على صلاته وتراويحه وصيامه وبالضبط ثلاثين يوما" ليعود في اليوم الاول بعد رمضان الى سالف حاله الاول وكذا المرأة التى كانت غير محجبة يوم 30 شعبان تتحجب يوم 1 رمضان ثم تخلعه أول شوال!، والغريب أننا فى شهر تهبط علينا التقوى ونمتهن الورع فجأة، ثم مانلبث ان نأخذ أجازة 11 شهراً من ظواهر التدين ثم نأتى لنمارسه فى رمضان فقط،
أصحاب المهن وموظفو دوائر الدولة بل وحتى طلاب المدارس يمارسون تلك الازدواجية
ذات يوم قلت لأحد طلبة الجامعة ... لاصوم لك ... فغضب ! ولكنه عندما صارح نفسه بزيفها أعتذر مني قلت له لكي تنجح لابد لك من اتمام منهجين في دراستك , الاول في كتب المواد المقررة والثاني في سلوكياتك وانت تتفاعل مع المدرسين والمدراء بل وسائر الناس من حولك , والفشل يصيبك ويصيب المجتمع بأكمله عندما تتسرب الاسئلة أو تتغيب عن الدروس او تعتمد في درسك على الدروس الدينارية ( الخصوصية) بل اني أشعر بكثير من الحزن حين أرى طلبة الجامعة يسجلون أعلى نسبة غياب في شهر رمضان، وكذلك يفعل الأساتذة.
الا توافقونني ان مؤشرات ذلك التسيب ستلقي بظلالها على شيوع الخلق الغيرفاضل لجيل كامل من طلبة العلم وايضا" الناس الذين يعلقون الامل عليهم , ولقد شاهدت وبكل اسف تضاؤل هيبة المعلم في مدرسته فيما مضى من الزمن حتى وصلنا الى اجهاض الكثير من المدلولات التربوية والخلقية للمناهج لنصل الى ترسيخ ازدواجية مخيفة مست مجتمعنا باسقاطاتها على روابطنا الاجتماعية عندما شاهدت احصائية أحسن 500 جامعة في العالم سنة 2003 و4 و5.. وفيها ان جامعة هارفارد هي أعظم الجامعات وكمبريدج هي الثانية، بينما لم تحصل اية جامعة عربية شرف أن تكون واحدة من الـ500 بينما حصلت اسرائيل على سبع جامعات , فلم اتعجب , اذ التعليم زراعة مبادىء في رؤوس الطلاب.... من اجل ذلك صدق بعض الطلبة ان لاصوم لهم مالم يصححوا المسار
والى يومنا هذا فاني اشاهد الكم الهائل من الأجازات والتزويغات فى شهر رمضان بإسم التعب والإرهاق تارة، والتعبد والتهجد والإعتكاف تارة أخرى ونسي الجميع ان الرسول الرحيم محمد كان يقطع الصحراء مجاهدا" ليصل الى غايات دعوته فلا يزيده صيامه الا اصرارا" .... أنه الرسول الذي حرم علينا الزيف والنفاق وقال ان الكفار سيكونون في موطئ اقل عذابا" في جهنم من اولئك المنافقين .... فهم في الدرك الاسفل من النار وان صاموا وان صلوا ....