|
أحب الشِّعر |
تُسـَــائِـلُني بـوَجْـدٍ وافْتِـتـَانِ |
ونَبْضُ مَشَـاعِرِي يُصغـي بـِرَهْـفٍ |
فَكُنْـهُ النَّفْـسِ يَهمِـسُ في الجَــنَانِ |
تُحـبُّ الشِّـعرَ لا يحْميــهِ حـدُّ؟ |
يَقُـودُ خُـــطَاهُ وَسْــوَاسٌ أَلَـدُّ! |
وتُبْحِــرُ فلكُـــهُ مِنْ غيرِ هـديٍ |
ويَطمِــسُ حَـرْفَـهُ جَـزْرٌ وَمَـدُّ! |
وَهَـلَ تهْـواهُ لَوْنَـاً نَـرْجِسـِــَّياً؟ |
وَلحْـنَاً مَـاجِـنَاً كَـلِـفاً خَـلِــيَّا |
يَســيرُ على هَواهُ بـلا قُـيـودٍ !؟ |
ليقضـي نـادمـاً دنــفاً رَدِ يَّــا |
فَقُلْـتُ تمَهَّلـي يـا نَفْـسُ صَـبْـراً |
وَلَيْـسَ الأَمْـرُ يُـوغِـرُ مِنْكَ صَـدْرَا |
سُــؤالُـكِ لُـجَّـةٌ فيـها هَـلاكٌ |
وَمِنْـها تُشْـرِقُ الأَغْـَوَارُ فَـجْــرَا |
أُحِـبُّ الشِّـعرَ إيـحَاءً سَـكُـوبـا |
وَطَيْــراً مُنْـشـِـداً غَـرِدا طَرُوبَـا |
يُـزَغـردُ للحَـيَاةِ تَــرَاهُ يـأسـو |
ويمضـي بَـاعِــثَاً أَمَـلاً رَحِيــبَا |
أُحِـبُّ الشِّـعرَ مُؤْتَلِـقَاً وبِـكْـرا |
يَراعــاً يَخلِـبُ الألـبابَ سـِحـرَا |
يَخُــطُّ روائِـعاً بِقَشـيبِ معـنـى |
وَيَنْـثــرُ عِقـدَهُ شَــذْراً وتِبْـرَا |
أُحِـبُّ الشِّـعرَ تِسْـكَابـاً سَـخِـيَّا |
وَقَـطْـرَاً وَاعِــدَاً رَوْضَــاً هَنِـيَّا |
وَمَــاءً لـلـحَـــيَاةِ رُوَاءَ رُوحٍ |
يُحيـلُ الحِــَّس من سُـقـياهُ حـيَّا |
أُحِـبُّ الشِّــعرَ إِيـقَاعَـاً وَجَرْسَـا |
وَفِكْــرَاً نَابِضَـاً حَــيَّاً وحِسـَّـا |
وقَـلْــبَاً سَـابحَاً بِرَفـيـفِ هَـدْيٍ |
يجُــودُ بـما حَـوَى حُـبَّا وأنْسَـا |
أحِـبُّ الشـِّــعرَ دُرِّيَّ المَـعَانـي |
زَكِـيَّ الحَـرْفِ وَضَّــاءَ الجَــنَان |
وَتُشـرِقُ صُـورةُ الإبـداعِ فَـــنَّاً |
أَنيقـاً صَـاغَـهُ سِـحْـرُ البَــيَانِ |
أُحِـبُّ الشِّـعرَ أَنْسَـامَـاً وطِيـبَـاً |
وبَحْـَراً حـالِـمَاً مَـْوجَـاً خَصِيـبا |
ويَـذْخَـرُ بالنَّـفائِـسِ لا يُـباهـى |
أليـسَ الـدَّا نُ لـلبحـرِ النَســيِبا |
أُحِـبُّ الشِّــعرَ إشْــرَاقـاً ونوراً |
وشَـمسـاً تَـملأُ الدُّنْـيَا حُـبُـورا |
تَجَـودُ بِعَسْـــجَـدٍ والطَّيـفُ زاهٍ |
لتَـكـسو الأرْضَ سِـرْبَـالاً مُثـيرا |
أُحِـبُّ الشِّـــعرَ رُبَّـانَــاً أَبِـيَّا |
وَفَـوْقَ المَـوْجِ مِغْـوَارَاً قَـويَّـــا |
ويَشـحذُ في عُـبابِ البَحْـرِ عَـزْمَـاً |
لتقـصـدَ فُـلْـكُـهُ بَــرَّاً رَسِـيَّا |
أُحِـبُّ الشـِّــعرَ للأَعْـداءِ نِــدَّاً |
وَيَقْــدَحُ بيتـُـــهُ نَـارَاً وزِنْـدا |
ويقـذِفُ جَمْـرَهُ حِمَــمَاً عـليْهِم |
ويَقصِـفُ فَـوْقَـهْم بَـرْقـاً ورَعْـدَا |
أُحِـبُّ الشِّــعرَ إسْـرَاءً عَـلِــيَّا |
بجُنْحِ الـلَّـيلِ وَضَّــاءً سـَــنـيَّا |
وَيُسْـرِجُ في الظَّـلامِ مَـنَارَ هَــديٍ |
ويُـدلـِجُ فـي الـدُّجَى قَمَـرَاً بهِـيَّا |
أُحِـبُّ الشِّــعرَ أَشْـوَاقَ المَـعَالـي |
بِســاطـاً يرتَقـي أفُـقَ الكَـمَالِ |
يجـوبُ مُسبِّحاً بِـرِحَـابِ كونٍ |
ويَسـألُ خاشِــعاً حُسْـنَ الـمَآلِ |
أُحِـبُّ الشِّــعرَ يـا ربَّـاهُ حمـدَاً |
لِسَــاناً ذاكِــرَاً رَطْــبَاً وبَـرْدَا |
فـفـــي الآلاءِ آيــاتٌ تَـرَاءى |
وفي الإنســانِ مـا يُعييــهِ عَــدَّا |
فهـذا مـا أُحِـبُّ وذاكَ أَرْجُـــو |
ويـا ربـِّي مَـلاذِي كَـيْفَ أَنجــو؟ |
إذا مـا ســارَ مُضْطَـرباً سـفيـني |
وزَلَّـتْ خُطْـوَتـي وأَحَـاطَ مَـوجُ |
فَثَـبِّـتْ يـا إلهـي كُـلَّ حِــسِّي |
تُضـيءُ جَـوانِحـي لتَقـرَّ نَفـسي |
فأَحْـيَا فـي الحَـيَاةِ بنـورِ هَــديٍ |
وأَمضـي للـعُـلا بـجَميـلِ طِـرْسِ |
د.محمد إياد العكاري |
|