أيهما أعظم ... الاستشهاديون ... أم أمهاتهم ؟؟؟
ذلك الاستشهادي الذي قدم جسده الطاهر ليتقطع أشلاء متناثرة آخذاً معه ما أخذ من الصهاينة المعتدين في سبيل دينه و أرضه و كرامته و عزة الإسلام و تحرير فلسطين من دنس بني صهيون ...
أم تلك الأم التي ضحت بابنها و فلذة كبدها ليكون شهيداً في سبيل الله و الوطن ، و بقيت صابرة تكتم معاناتها و آهاتها على فقدان ابنها الذي لا زال في ربيع شبابه ، تنتظر أن تلقاه يوماً في جنات الخلد بعد نفاذ أيامها المريرة في هذه الدنيا الفانية ...
فها هو الشهيد محمد فتحي فرحات من قطاع غزة ، قد أدى مهمته التي أسفرت عن مقتل سبعة و جرح 23 من جنود الاحتلال أثناء اقتحام مستوطنة "غوش قطيف" بتاريخ 7/3/2002 .
و بعد وصول نبأ استشهاده إلى والدته أم نضال فرحات وقفت تصرخ ببيان الفصحاء و دماء الشهداء و عزم المجاهدين ، لتؤكد للعالم كله أن فلسطين كلها من البحر إلى النهر حق لن يتنازل عنه شرفاء الأمة .
تقول أم نضال فرحات { لاتوجد أم في الدنيا يهون عليها ابنها و لكن في سبيل الله ثم تحرير الوطن ترخص كل الدنيا . إذا أنا منعت أبنائي من الجهادى و هذه منعت و تلك منعت فمن الذي سيدافع عن الإسلام و فلسطين و يحرر الاقصى ؟ } .
و ضربت لنا أم نبيل حلس مثلاً آخر في الصمود و التحدي ، و هي والدة الشهيد محمد أحمد حلس من قطاع غزة ، بطل عملية اقتحام مستوطنة "نتساريم" بتاريخ 11/3/2002 .
التي قالت لابنها و هي تودعه : { ها هو الموعد أزف ، و أنا أنتظر أن تعود إلي شهيداً } .
تضيف أم نبيل حلس : { قبلته بحرارة و دعوت له بالتوفيق و قلت له كن صامداً و صبوراً و صابراً ، وجه سلاحك بدقة نحو الأعداء } .
و تأتي نعيمة العابد والدة الشهيد محمود حسن العابد بطل عملية اقتحام مستوطنة "دوغيت" في 15/6/2002 .
ودعت نعيمة العابد ابنها و تابعت الأخبار حتى تتأكد من نجاحه في اقتحام المستوطنة ، و حين علمت باستشهاده وزعت الحلوى و دعت النسوة إلى عدم البكاء على الشهيد .
و ما هذا إلا شكل من أشكال صمود فلسطين و أبنائها الأسطوري الذي تعدى كل درجات التضحية و الصمود التي عرفها العالم قبل أن يتعرف على فلسطين و شعبها الأبي .