إن من عادتي أن أتذكر أصدقائي برسائل عبر الجوال بأبيات شعرية ..فأرسلت للأستاذ رابحي عبد القادر هذا البيت ..
توضأت بالنسيات في مسجد النوى و صليت فيه اليوم و العين تدمع
وإذا به يرد ببيتين و يغير شكل القافية ..وأظنه كان تحديا منه و زيادة في المنافسة و المتعة فقال..
رآك الذي يدري صلاتك قرّة أ كانت أم الأحزات فيها تخادع أم انّ الذي ينسيك فيها حلاوة فلا العقل مشغول و لا القلب خاشع
فرددت ببيتين مرتجلين في السياق فقلت..
هو العالم الموبوء يقتص من دمي ويرهقني ما إن تهيج الطبائع أمامي متاهات تلون ناظري تضللني بالشعر فيها المواجع
فقال بيتا من أجمل ما يقال في الحكمة..
تمهل و كن كالماء في سرّ نبعه فلا مات من مالت إليه المنابع
بعد هذا الجمال ماذا يقول العبد الضعيف أمام هذه العظمة لدى الأستاذ رابحي غير الشكوى و التوجع..فقلت..
تهبّ رياح البين في قلبيَ الذي تحطمه رغم الحصون المدافع يحمّلني الآلام عند صبابتي فؤادي الذي بالحب عنه أرافع
فقال و قد أجاد ..
وذاك الذي في الجرح بالصبر تنجلي إذا غابت الأحزان منها المطالع
وهذا البيت لم يصلني كاملا أرجو أن يوضحه..
فقلت حينها..
تسيل دموع العين في موطن الأسى سيولا و هل يوما تجف المدامع
فقال و قد قربت الساعة من منتصف الليل..
وها أنت إن أعطيت للصاد لحظة حنينك وضاح و حلمك ساطع
فقلت بعدها و قد نفذ رصيد هاتفي من المكالمات..
حنينك يا قلبي أراهن أنه إذا ما بدى للأفق تَخفى المطالع كفى لوعة إني سئمت من الهوى ومن فتنة الأيام ما إن تخادع خبرت حياة الناس في أهل بلدتي فما فيهم إلا حقود و خادع
وأخيرا أقول لك يا أستاذي رابحي عبد القادر و بعد أن تمتعت بديوانك ــ الصعود إلى قمة الونشريس ــ
زرعتَ بذور الشعر في ضفة الهوى فأنبتّ أزهارا و فرقت ريحانا وعلقت في الآفاق لوحة شاعر يلون ألفاظا و يرسم إحسانا وها أنت بالأشعار تصطاد روعتي وتلبسها بالحب حرفا و ألحانا وتنحت في صدر الزمان بشاشة تبدّد أحقادا و تصلب شيطانا
المساجلة في 26أكتوبر 2006..