|
أيها المأسور ما بين الدُّمى![](clear.gif) |
لابسات الصمت في لون العمى |
كيف تحميك بصدري أضلعٌ![](clear.gif) |
ضاق عن مكبوتِها سمكُ السّما |
وسكونُ الليل يبني هـَرَماً![](clear.gif) |
فـوق صدري ويَـدقُّ الأسهُمَا |
يالِوهمي من خيــالٍ جامحٍ![](clear.gif) |
وأَبِـيٍّ رافـضٍ أنْ يُلـجـما |
باتَ يسقي من دمائي قّيْنةً![](clear.gif) |
ويغنِّيهـا كـلامـا مُبهـــما |
قيْنـةٌ تشكو شروخا كثرتْ![](clear.gif) |
بثَّ فيهـا سوسُ فِطْرٍ قدْ نَمـا |
ضعُفت إذ بـات فيها خبُّها![](clear.gif) |
سيّـداً والحرُّ أضحى مُعــدما |
عمَّهـا ضيمٌ فلمّا صرختْ![](clear.gif) |
نابَهـا ضُرٌّ غـدا مُسْتحكِمـا |
واعْتـلى جُهّالُهـا منـبرها![](clear.gif) |
فَبَدا التاويلُ وَخْــزاً مُؤْلِمـا |
كلما قيـل انتهى عصرُ الخنـا![](clear.gif) |
لصروح البغيِ مدُّوا سُلَّمـا |
أُشربَتْ هونا لتنسى مجـدها![](clear.gif) |
وأبـادو في سَمـاها الأنجُمـا |
مكروا مكرا ذميما سَيِّئـاً![](clear.gif) |
حـال وجـه الغـد ليلاً مُعتمـا |
جرَّعوها نخبَ خّذْرٍ ذاب في![](clear.gif) |
كأس ذُلٍّ كي يُذيبـوا الأعظُمـا |
ومتى ذاق الرّدى أبطالُهـا![](clear.gif) |
زوَّقتْ للـحزنِ مجـروحَ اللَّمى |
وأعارتْ لون ثَغـرٍ باسـمٍ![](clear.gif) |
لِمُقاضيهـا القضـاءَ الْمُبْـرما |
ومضتْ تُهدي بِـذاراً ثَمْرها![](clear.gif) |
مُجْرماً أحْرى به أن يُـرْجَمـا |
تلك أمٌّ لـربيبٍ نـاكرٍ![](clear.gif) |
دفءَ حضـنٍ يستبيـحُ الْمُحْرمـا |
لصغـارٍ رضعوهـا خلسـةً![](clear.gif) |
ثم خـانوا فسقوهـا علقمـا |
ثم عضّـوا ثـديها إذ أقفلوا![](clear.gif) |
ورمَـوْا بالْحِجْر حيّــاً أرْقَمـا |
هل يضُرُّ البَتْرُ أجسـاد الدُّمى؟![](clear.gif) |
أو يفيدُ الحُلـمُ قومـا نوَّمـا! |
يابنِـي أُمِّ كِـرامٍ أدركــوا![](clear.gif) |
حـرَّةً آلتْ لـوَغْـدٍ مَغْنَمـا |
كثُـرتْ أوجــاعُها واستوطنت![](clear.gif) |
وَمِنَ العـارِ التَّراخي ريثمـا |
أَتُرانـا كالـدُّمى صـرنا هُنـا![](clear.gif) |
كي نرى الأوطان سجنا محكما؟ |
أَمْ نِعـاجـاً "بوشُ" يرعى جَمعنـا![](clear.gif) |
إن عصينا أمْـره لن نُرحَما |
لا! وربِّ البيـتِ إنّـا رسـلٌ![](clear.gif) |
للسـلام الْمُـرتجى أو ربَّمـا |
قـد ترى الدُّنيا تباشيرَ الُهدَى![](clear.gif) |
مُشرقاتٍ إنْ حشـدْنا الهِمَمـا |
فكتــابُ الحقِّ هادينــا وفي![](clear.gif) |
سُنََّـةِ المختار أسبـابُ النَّمـا |