محمد صلى الله عليه وسلم
شعر: حسين علي محمد
........................
تجيءُ إليْنا
فيأتي لنا الأقحوانُ
وتأتي السنابلْ
وتُدهِشُني أرضُها
إذْ يبوحُ شذاها: انتظرتُكَ
قلبُكَ للحبِّ مأْوى
وللناسِ منٌّ وسلْوى
وفي القفْرِ ورْدٌ ودِفْلى
فأُبصِرُني قدْ تعبتُ من القوْلِ
والقوْلِ
أنفقْتُ عمْراً لبعْضِ المحَارِ
اخترقْتُ لِحاءَ الديارِ
وجدْتُكَ في بُؤبُؤِ العيْنِ
فجْرَ الدخولِ لأرْضِ السَّخاءْ
*
تجيء إليْنا ..
فيُشْرِقُ في الأُفْقِ فَجْرُ
تجيء إليْنا ..
فينْبُعُ في الصَّخْرِ نهْرُ ..
تجيءُ فيهربُ عنّا القناع
وتكشفُ عنْ صبْوَةِ القلْبِ
توقِظُ فينا الذي ضاع
بعدَ دهورِ الترقُّبِ تأتي ..
فتبسمُ عيْنٌ وثغْرُ
ويُشرقُ في الظُّلماتِ الضِّياءْ
*
يقولُ الرجالُ/
النساءُ/
الصِّغارُ/
الكبارْ
تعبْنا منَ الوجْدِ والانتظارْ
فهلْ توقِظُ الحلمَ فينا
فتنمو السنابلْ
وأنتَ جسارةُ حُلْمِ البَشَرْ
وبوْحُ اليتامى .. الأراملْ
منْ عشقوا تُرْبَهُ
فذاقوا المِحَنْ
وهلْ تتهاوى الحصونْ
وتغربُ عنْ ناظريْنا جبالُ الشَّجَنْ ؟
*
تعالَ لندخلَ أرضَ الوفاءْ
ونقرأَ صفحةَ عصْرٍ جميلِ المُحيَّا
فأحرفُ فجْرِكَ تملأُ هذي السماءْ
وتحتضنُ الفقراءْ
فهلْ تُطلِقُ السَّيْلَ ..
تغسلُ حزناً على القلبِ رانْ ؟
وتبذُرُ في حبَّةِ القلبِ بذْرَ الأمانْ ؟
أتيْتَ إلى الأرضِ ..
فانْتشتِ الأرضُ بالصادقينْ
رأتْكَ تُفَجِّرُ بركانَ هدْيِكْ
وأنهارَ صِدْقِِكْ
فغنَّتْ بصوتِكْ
معَ الفاتحينْ !
ديرب نجم 21/2/1984