قالت وداعاً ... وانتهى المشوارُ وتحجبت وكأنها الأسرارُ تركت فؤادي عرضة لرياحها كسفينة يمضي بها التيارُ ومضت بكل جلالها وهدوئها وأنا نزيف ٌ ناظرٌ ودمارُ الليل منتصب ٌ أمام نواظري ومدينة ٌ بجبالها تنهارُ يجتاز حزني شارعين وينحني فوق الرصيف .. فتنحني الأشجارُ يا أيها الشرقي كيف ذبحتني وبأي ّ حقّ تذبح الأزهارُ أنا في ترابك زهرة فواحة ٌ وعلى الجداول هذه الأوتارُ يوماً وهبتك كل شئ ٍ سيدي ولديك مني ساعةٌ وسوارُ ضعها بدرجك كي تراني كلما وقعت عليها الروح و الأنظارُ ذكرى ستنساها بدرج مغلق ٍ وإذا فتحته ضمك التذكارُ تلك الحدائق كم ضحكنا بينها واليوم تبكي بيننا الأطيارُ بالأمس كان الوصلُ يجمع بيننا وغداً ستجمع بيننا الأخبارُ كل الدروب تعيرنا أجسادها وتعيرنا آذانها الأمطارُ خذ ياحبيبي من دمائي قطرة ً وافعل بها الشيئ الذي تختارُ لوّن بها وجه الهلال ليرتقي قمراً توحّد عنده الأقمارُ ضعها على السبّابة اليمنى تكنْ قلماً صحائفه الندى والغارُ هذا الغروب يشدني بملاءتي فيصيبني ..كالمبحرين دوارُ إسمعْ أنين الذكريات بدارنا ونواحها يا أيها البحارُ