بسم الله الرحمن الرحيم
رفيقة طفولتي .. أنيسة غربتي .. بل شقيقة روحي ..
أعلم أني قد أسأت إليك .. وبيديّ هاتين نزعتك من أرضك .. وسقتك إلى حتفك ..
لقد كنت لي .. مستودع أسراري .. و نافذة أحلامي .. بل كنت لي مرآة أرى فيها نفسي ..
لقد حفظتك سنوات بين أهدابي .. ورعيتك أعواما بين حنايا قلبي .. عزيزة .. غالية ..
كلما نظرت إليك .. أرى مغناي القديم .. وساحاتي التليدة .. فتطوف بي رؤى جمال لا يغيب .. وسعادة لا تموت .. فتزورني ابتسامة طال غيابها .. ودمعة شوق لربوع بعدت شقتها ..
إني لأشم رائحتك .. وكأنك هنا .. بين يدي .. فتحملني نسائمك إلى تلك التلال .. وتلك السفوح .. و أعود طفلة صغيرة .. أذهلها جلال الله ..
رفيقتي .. ما عرفتك إلا قوية .. عزيزة النفس .. نسيجة وحدك .. فما بالكِ تحنين رأسك .. وتثنين جسدكِ .. أتحقدين عليّ !!
لقد دارت علي الدوائر .. وأنبت لي الزمان أشواكا .. و قلب لي الدهر ظهر المجن ..
فزلت قدمي .. وكبا جوادي .. وطاش سهمي .. أفلا أجد لي عذرا عندك!!
كنت أظن أن خيوط الفجر بدأت تنسج لي ثوبا .. فما أحببت أن تشرق الشمس على أرضي .. إلا وأنت مغروسة فيها .. ترسمين فوق أديمها أعراسا .. تبهج القادم من أيامي .. كما كنت بهجة الماضي ..
فإذا الفجر كاذب .. وأرضي مقيم ليلها .. فلا زهرا جنيتُ .. ولا عليكِ أبقيتُ ..
فعذرا ..
اعتذار خجول لزهوري .. شقائق النعمان ..
يوم أن جمعتها .. وبيديّ وهبتها .. وعلى قارعة الطريق .. وجدتها ..