|
الدهر يعطي من يشاء ويمنع |
ويسيم خسفاً من أراد ويرفعُ |
ويقضّ مضجع كل حر عاقل |
وترى الأحيمق فيه لاهٍ يرتعُ |
لا تجزعنّ إذا أتتك مصيبة |
فالدهر في نيل الأفاضل مولع |
واصبر على حكم الزمان وريبه |
إن الزمان إذا صبرت لطيع |
وانظر إلى التاريخ تبصر فعله |
في كل عهد بالمصائب يبدع |
كم دولة ذُكرت لنا من هولها |
فيها الرواسي وهي صمّ خُشع |
حتى أتى ريب الزمان فإذ بها |
من بعد عزّ وهي جرد بلقع |
كم في العراق حوادثٌ وملاحمٌ |
يندى لها ريب الزمان ويجزع |
" صدام " تفتك بالعراق طوائف |
من بعد عهدك ليت عهدك يرجع |
عاث المجوس بها وأُوحش أهلها |
والرافدين ونخلها تسترجع |
قد كان سيفك في زمانك مصلتا |
فأتوا على أيدي الصليب تربعوا |
ما زلت في دار الهوان مكافحاً |
ما ذل رأسك حين غيرك يركع |
ومحاكم كأبي الحصين سفاهة |
الحكم من قبل الحقائق يطبع |
ساقوك في حلك الظلام وإنما |
أيامهم قسراً تساق وتنزع |
عجبي من الآساد تمشي عزة |
في قيدها ، فالموت منه مروع |
وتلثموا خوف المنية ذلة |
وأراه يلقى الموت لا يتضعضع |
يلقى المنية هازئا لم يستعر |
حزنا وهم من هول ذلك جزّعُ |
من قيد الضرغام نال مراده |
ذل الحرائر والمقيد يشجع |
والموت يخسف بالجسوم جميعها |
وأراك تعلو بالممات وترفع |
قتلوك لكن لم تمت لك مهجة |
جعلوك رمزا كالكواكب تسطع |
ليس العراق إذا يموت بميتٍ |
بل فيه قبر للمذلة أجمع |
إن الروافض وهي شر عصابة |
وهي الملاذ لمن يخون ويخدع |
قد سقتهم مثل البهائم ركعا |
وهم كذلك بل أذل وأشنع |
روعتهم حين الحياة بصارم |
واليوم ذكرك بعد ذاك يروع |
بعت الحياة لكي تموت بعزة |
وسواك في دور المهانة يخنع |
أأبا عدي والحياة مآتم |
والكل من ثدي المصائب يرضع |
عُرضت عليك سلامة في ذلة |
فأبيت إلا العز فيه المصرع |
أأبا عدي لا تزال متوجا |
وكذاك ذكرك كالصوارم يلمع |
أوقفت مداً للمجوس وقد غدوا |
رجسا بعباد الصليب تشيعوا |
هم لليهود قلوبهم في تقية |
وهواهم دين بذلك شرّعوا |
حذرت من كيد المجوس ولم تزل |
ما كان رأيك في حياتك يسمع |
قتلوك في الشهر الحرام تجرأ |
فهم عن الدين الحنيف تورعوا |
فالعيد نصر والمنية موردٌ |
والذكر يبقى والزمان يشيّع |
بكت العراق عليك فهي حزينة |
وعليك أيام الرجولة تدمع |
والمسلمون على اختلاف ديارهم |
فقدوك رمزا صامدا وتجمعوا |
ودعتُ صبح العيد شهما قائدا |
وكذا الكرامة والإباء أودع |