لم يعد في بيتنا ناقوس
لم يبقى إلا الشظايا والحروف
حروف سقطنا عنها
ذات يوم !!
والآن ، لم نعد نقوى على الصعود
تحطم الناقوس
بأيدينا كسرناه
وأن شبنا الحريق.
في الذكريات ...
في دفاتر اليوميات !!...
أحرقنا الوقت
حطمنا ساعة الحائط
لم نعد نأبه للزمن
نستغرق يومنا في كتابة ألأمس
ويأتي غداً، ولا نشعر به ، لا شيء تغير
نحن اخترعنا ذلك الدفتر الممل.
اليوميات ، كل دفاتر الذكريات.
عشنا الماضي،
بكل ما فيه من حلو وغث.
ومع هذا عشناه..
وكان هذا آخر ما فعلناه
أرهقنا الفعل
أرهقتنا الحياة
لم أكن اعلم أن العيش
أصعب الإنجازات .
منذ يوم ، شهر ،سنة
أو قرن ربما قرنين
لا أ‘لم ...
منذ أ، تحطم الوقت
وأنا اكتب الماضي
في تلك الدفاتر
وما زالت بيضاء
عجيب أمر هذه الساعة
محطمة ، لكنها تعمل
تك تك تك
مازالت تعمل!!
لكن الوقت توقف
كيف يمضي الوقت وأنا اكتب
أكتب واكتب وأكتب
أرفع رأسي لأرى الوقت
لكنه متوقف
اسمع تكات الساعة
ولا شيء سوى صوت الساعة
ومازالت عقاربها تشير إلى الثانية عشر ليلاً
انتهت ساعات الماضي
الماضي
كتبت كل أحداثه
سجلت أدق التفاصيل
حتى تفاصيل التفاصيل
ومازال في الدفتر أوراق بيضاء
ومازالت الساعة تشير إلى الثانية عشر ليلاً
بدأ يتسلل الملل إلى نفسي
وهاهو يطبق على أنفاسي
أرجوك ! أرجوك
أخرجني
أنقذني من هذا السجن
فأنا سجينة الوقت الضائع
لا استطيع الخروج من هذه الحلقة
لا استطيع أن أرى غير الساعة المحطمة.
لا أتمكن من سماع شيء سوى تكات تلك الساعة
أرجوك تقدم
أنقذني ، اخرجني
أو احضر عود ثقابك
احرقني
ودفتر اليوميات وكل تلك الأوراق البيضاء
والساعة المحطمة
ولكن انتظر ...
حتى تشير ساعة معصمك إلى الثانية عشر ليلاً
الآن .. نعم الآن
أشعل ذلك العود الصغير
أشعل النيران
لأرتاح أنا من كتابة الماضي ...