أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: كوابيس جنوبية ـ قصة ـ

  1. #1
    الصورة الرمزية عبدالسلام المودني أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 162
    المواضيع : 36
    الردود : 162
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي كوابيس جنوبية ـ قصة ـ

    كوابيس جنوبية


    " لا خير في أم فرطت في جنب أبنائها و ألقت بهم في عرض الموت دونما اكتراث"



    ازدمل الليل البهيم بدثره، وبسط رداءه الحالك على كل الأرجاء..فلم تعد تصدر عن أجسادهم المتحفزة إلا وقع خطوات شريدة، متلاحقة وغير منتظمة قبل أن تبطئ حركتها لتشل تماما.

    طفقوا يلملمون أشتات أنفاسهم الضائعة، وقد غازلت أنوفهم رائحة أرض داستها أقدامهم امتزجت في ألفة مع نسائم خريفية أفرجت عنها أشجار تين متناثرة.

    ولكن ما العمل ؟ صرخ بمرارة وانكسار من أبعد نقطة في أعماقه..ليلتفت إلى رفيقيه و هو يقول:

    - لو أن السماء جادت قليلا على القرية لما اخترنا هذا الطريق..ولكن..لا حيلة لنا.

    وأدركوا انهم كالطيور إذا أكرمت قرت وإذا أهينت فرت

    تبادل الثلاثة نظرات قلقة..حائرة ما عتمت تتقد شررا لفح وجوههم الصبيانية الصغيرة وقد توحدت مشاعرهم عزما اليوم كما بالأمس البعيد، حياة تقاسموا أشواطها بين انقطاع مبكر عن المدرسة كغيرهم من أبناء قريتهم عرجوا من بعده على الحقول..والأرض اعطها تعطيك، وهي العرض فلا تفرطوا في أعراضكم" تعسا للأيام..وسحقا لها من أقاويل".

    أومأ إليهم بحركة من رأسه بأنهم قد دنوا من الوادي..ورأوا كل ما سبق وسمعوه عن الوادي العجيب..وادي الأحلام.. فكل من ينجح في عبوره وتكتب له النجاة من مقالبه ومثالبه تشرع له الجنة أبوابها..فألفوه هادئا، ساكنا وقد صفت صفحته كما بدا صفاء قعره على ضوء البدر المستحيي، فتمثل لهم فاردا أذرعه كأنه شيخ سمح اليد استعد في أريحية لضم كل مريديه.

    - لا لا أستطيع أن يكون مصيري كمصير قدور.. وأحمد.. و...، لقد أطفأ ماء هذا الملعون جذوة الحياة فيهم وهم بعد صغار، سأعود ..إنه الموت أتفهمون ما الموت..؟ والحياة شيء مقدس علينا أن نصونه، وأن نعش في رغد أو في مهانة لا يهم..المهم أننا أحياء.

    حاولا إقناعه عبثا، فلم يستطيعا ثنيه عن تشبثه بالعودة ثم ضماه في حرارة وصمت.. وودعاه.

    - يا للجبن..فحياة الجوع تقضي بان يجازف الإنسان في طريقه نحو الأفضل..وأهلنا أليس الموت البطئ هذا الذي يحيق بهم من كل جانب بعد أن شحت السماء ؟

    - فليعد إن أراد للمآسي أما نحن فطريقنا واضحة...والعربي لم يكن محظوظا طول عمره..أعجب لقريتنا الميتة تخشى المنايا.

    ثم التحقا بآخرين فقصدوا جميعهم الوادي في تردد و أمل.

    * * * * *

    راح يتفحص المكان بعينين مثقلتين أعياهما الأرق والإجهاد...ولم يخطر بباله قط انه سيكون يوما على مثل حاله تلك من الترقب والخوف والجوع..وهو الذي أمضى حياته السالفة رغم قصر ذات اليد كما شاء، وهاله تواجده بمفرده في هذه الرقعة الباردة من الأديم الغريب، وتساءل في يأس وحنق وهو ينظر إلى الوادي الهادئ.

    - أين ذهب الباقون ؟

    واختنق السؤال بداخله ليتلاشى دوي صرخة ارتدت بأحشائه.. ثم شرع يقلب المكان من حوله وقد بلغ منه الإعياء مبلغا عظيما بقلب متوجس يقظ متحفز لكل طارئ فاعترت جسده رعشة قوية لينتفض من مكانه، وقد أحس ببرودة تسري في عروقه..فتملكته رغبة منكسرة في الصراخ والنواح.. ولم يملك إلا أن يتمنى شيئا واحدا أوحدا..أن يضم أمه إليه كما تعود عند الشدائد يطلب دفأها.

    شعر بيد باردة تجره من قفاه، فأومض عينيه في الظلماء ثم وصوصهما، فتحسس مع الدمس وجه أمه بتجاعيده المقعرة الجافة، ونتوءات عظامه البارزة، وتبين صوتها المتحشرج.

    - العربي و بوشتة في الخارج.

    ترك كوخه ليجدهما في انتظاره..واستندت الأم العجوز بهيكلها المقوس إلى عصاها ترقبهم إلى أن ترعرعت من بين ناظريها أشباحهم الثلاثة تهدج في اتجاه الشمال.



    عبدالسلام المودني


    *نص مترجم إلى الفرنسية بواسطة الكاتبة الفرنسية عباسية نعيمي

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : لا حاجة
    المشاركات : 305
    المواضيع : 52
    الردود : 305
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    عبد السلام المودني تحية لك
    جميلة هذه اللغة التي تواترت مع حراك الشخصيات على قلة حركتها، الصراع كان نفسياً أكثر منه دينامياً .
    أعجبني السرد
    دمت بخير مع صافي محبتي وتقديري

  3. #3
    الصورة الرمزية عبدالسلام المودني أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 162
    المواضيع : 36
    الردود : 162
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    العزيزة سها جلال جودت


    معذرة على تأخري، هي الذاكرة اللعينة التي تصر على معاكستي أحياناً.
    على العموم، أشكرك على مداخلتك و كلماتك الجميلة.

    محبتي الصافية
    عبدالسلام المودني

  4. #4
    الصورة الرمزية عبدالسلام المودني أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 162
    المواضيع : 36
    الردود : 162
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    أعتذر من الإخوة هنا و أتمنى أن ينقل النص إلى منتدى القصة و الأقصوصة.

    محبتي للجميع.
    عبدالسلام المودني

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.47

    افتراضي

    نص ارتفع فيه معدل الاحتدم الحسي ببراعة القاص في الغوص عميقا في دواخل الشخصيات لصناعة مسارات الفكرة، بما تفوق على التصاعد الحدثي وأغنى عن كثافته
    تتمتع كاتبنا بحرفية في الإمساك بأدواتك واستبدالها والمواءمة بينها

    دمت متألقا

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  6. #6
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.90

    افتراضي

    سرد سلس بلغة متمكنة وأسلوب ذكي في طرح الفكرة والتداخلات النفسية
    اسجل اعجابي
    دمت بخير
    مودتي وتقديري

  7. #7

  8. #8
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,762
    المواضيع : 352
    الردود : 21762
    المعدل اليومي : 4.87

    افتراضي

    وكأني بهم أولئك الذين يركبون البحر في قوارب الموت بحثا عن تحقيق الأحلام
    سرد ماتع وحبكة محكمة
    ملكت القصة فكرة وأسلوبا ولغة قوية
    بأداء ملفت وتصوير حدثي
    دمت رائعا. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. طرفة جنوبية .
    بواسطة جميل الجمال في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-12-2013, 08:00 PM
  2. رنا أسعد أديبة جنوبية ... لنرحّب بها
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 17-03-2011, 12:06 AM
  3. مَواويل جَنوبيّة..(في ذكرى رحيل (أبي عمّارْ) )
    بواسطة عمر زيادة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 01-12-2008, 01:36 PM
  4. الصحو ....أو كوابيس الضوء
    بواسطة ياسين صولي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-05-2008, 11:55 PM
  5. آلاف الجنود الإسرائيليين في مصحات نفسية تلاحقهم كوابيس الحروب
    بواسطة زاهية في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-11-2006, 01:52 PM