|
أفاخر بالماضي وأشدو بحاضري |
وأنشد مجداً باذخاً في (معافر)(1) |
أفاخر بالماضي التليد وأجتلي |
مجالاته ملء الرؤى والمشاعر |
أعايشه عشقاً وإشباع رغبةٍ |
وأروي فضولاً جامحاً في السرائر |
أحس به ينساب في الروح سلوةً |
وسحراً يمس النفس من غير ساحر |
مجالاً جلاه الله حسناً وفتنةً |
فكان جديراً أن يرى بالبصائر |
وما جاء في الآثار والذكر جملةً |
يؤكده إبداع تلك المقاصر |
يظل على أطرافه الطرف تـارةً |
يطوف على أقطاره والمحاور |
وطوراً على أرجائه يبسط المدى |
خيالاً، وأطيـاف الـرؤى والخواطـر |
تخط على الآفاق معنى منمقاً |
بإيحاء فنانٍ وإلهام شاعر |
تشرّب حباً ملء محراب ذاته |
طقوسٌ وعمرٌ عامرٌ بالشعائر |
أحيي حضارات الألى ما تخلفت |
عن الركب تخبو في بطون الحفائر |
تحف كنوزاً تحتفي في ترابها |
متاحف تحوي كل غالٍ ونادر |
تكاد لطول الصمت توحي حجارها |
بفحوى حوارٍ لم يكن في الدفاتر |
يعبر عن الصخر والرمل والحصى |
وفي منطق الأحجار ذكرى لذاكر |
يشير لها سفر الطواف (1) بقلزمٍ |
على قدم الأزمان إيماء عابر |
وتذكر الأخبار تحكي حوادثاً |
وتروي أساطيراً غلت بالنوادر |
تحيك حكاياتٍ حروباً تعاقبت |
عليها وتنـبي عن صراع العشائر |
تدور على الأجيال تجري بألسـن الـ |
ـرواة ولا تروي جفاف المحابر |
تحدّت صروفاً لا تحدّ وعاقرت |
وقائع ضرّت بالألى والأواخر |
أفاخر لا يخفـى على الدهـر ( يعفـرٍ ) |
معارفه شمس العلوم الزواهر |
هنا وهنا منثورة كل ذرةٍ |
تراث غني حافل بالمآثر(1) |
بذاكرة الأيام لا زال ذكرها |
يعدُّ بحقٍّ مصدراً للمفاخر |
وما تحفظ الأخبار إلا مظاهراً |
وما علمت ما في الثرى والمقابر(1) |
وإن سامها الإنسان سوءاً فحسبها |
بأن السوا (2) تحوي أهم المصادر |
معاقل أقيالٍ، قلاعٌ تعلّقت |
على قممٍ لا ترتقى بالنواظر |
يقصّر عنها الطرف يرتـدّ حاسراً |
كليلاً ويكفيه اكتشاف الظواهر |
يحطّ على برك الغماد (1) غرابه |
ويرغب منها ما بقى من مظاهر |
يحيط بها علماً ويطوي عوالماً |
تطول شموخاً كابراً إثر كابر |
تعـدّ على الإطلاق أسمى مراكز الـ |
ـعلوم وأعلى رتبة في المنابر |
مع أنها خصت بكربٍ(1) وكُبّدت |
خسائر كانت من أشد الخسائر |
ولَمَّا تزل بكراً على كبر سنها |
مباركة الخيرات ماضٍ وحاضر |