الربيع وأنت .. ترنيمة الحياة
غنى السحاب ترنيمة الحياة ودقا ، منح الأرض ماء الخصب ، والأرض الحبلى أعلنت المخاض ،اهتزت .. ربت .. فاخضرت سفوحها ..
هوذا الربيع بدفئة أيقظ البراعم الغافية ، ينثر ألوانه ، يكسو الأرض حلة سندسية ، موشاة بالأزهار ، شقائق النعمان تميس بزهو الشفق ، إقحوانة صفراء تغازل شمس النهار ، وليلكة .. من بين الصخور أطلت ، زنبقة سوداء بكبرياء تموسقت ، وسوسنات امتشقت تعانق الفضاء ،والشيح والدحنون افترش الوادي كسولا ، الفراشات تراقصت جذلى ، على أفنان داعبها النسيم ، وجورية تمايلت على غصنها ، كغانية تسبي العيون ، والأطيار على الأفنان تزهو بريشها ، تناغي بتغريدها الأجواء ، وداعا يا آخر المزون التي ، بالخير أغاثت رواء للنفوس ، تروي قصة حب أزلية ، ما بين الأرض والسماء .
ما بيني عيني وجفني هلت دمعة .. ما كنت أعلم أن دمعي مثلي يعشقك .
غنت روحك لقلبي لحن الغرام ، فتدفق الدم يسري في وريدي معطرا بعطر الزهر ، واشرق نور يضيء جوانحي ، في كفي أزهرت ريحانة بلمسة من يدك ، وشفاهك بالمنثور توردت ، فتبتلت بهمس تاق له القلب شوقا .. فاض الحنان في عينك يغمرني ، يتغلغل ربيعا .. في أعماقي ، يزرع البسمات زنابقا ، ويقطف الآمال فلاً وياسيمنا ، تهدجت أنفاسك ديمة ، منحت قلبي ماء الخصب ، لتعلن الأحرف الحبلى المخاض ، لمولد الحب الذي اكتمل ، لتعيد للقلب ترنيمة الحياة ..
يا كل الحياة .