غريب هو بلا إحساس ..
فقد كل معاني الصدق ..
قاس هو حد الموت .. مميت هو حد القسوة ..
كنت قد آليت على نفسي بقائي مجمد الملامح .. مكلوم الإحساس .. قررت الرحيل على غير إصرار لكنه خيار أوحد لخيارات له نفس النتيجة ..
بدا لي هذه الليلة ليس كما كنت أراه ..
تبدلت كل ملامح نقائه قسوة ..
كل معاني صدقه زيف ..
كل تلك الألوان الربيعية إلى سواد مؤلم ..
بركان لم أر منه إلا تلك الزهرات التي تنبت على أشلاء من أحرقهم ..
لم أفكر يوما أنه قد ينفث الحمم والرماد ..
لم أصدق أنه قد يحرق كل شيء .. واستحال المكان خانقا .. دخانا ، حمما ، والبغض يفوح من عروق الزهر المسكين ..
قد تزهر ثانية ولا أشك .. لكنني أيقنت أي تربة تغذي نضارتها ,, وألوان بتلاتها تصف دماء الأنقياء , وروعة الصدق المزعوم .. وينهار الحلم العتيق ..
آه ياحلمي ليتني أملك دمعا فأبكيك ..
ليتني أملك وجعا فأشفيك .. أو قبرا فأخفيك ، ............ لا أشك ..
عندما تغرق أحلامك تفاؤلا .. وتهب جلادك قنديلا يستدل به إلى عنقك ..
عندما تشرق شمس غير الشمس .. وتتبدل الملامح .. وتضج بالمكان صرخات الحقد ..
سأحزم حقائبي هذه المرة صادقا ..
سأبحث في داخلي عن رجل كنت أعرفه له ذات الملامح لكنه أكثر صمتا وأكثر خوفا ..