أتفقت مع نفسي اليوم ...
أن نضع حداً لكلّ ما يجري ، وأن نقف متواجهين في ساحة قريبة منْ هنا ونفتح كل المواضيع المغلقة ،وأن أقفل هاتفي وتقفل هاتفها أيضاً ، وقررنا إن لزم الامر أن نتمشى قليلاً ونحن نتحدث ، وأنْ نترك ساعاتنا في زاوية بعيدة ،
أخبرتها أنني تعبتْ جداً جداً ، وأنني احتاج للراحة،
_ ( أنتَ ايها المحتال؟) كما قالها "علي" وهو يدرك ما يقول ،ولكنه نطق بالكلمة ظنّاً منهُ أنكَ ستضحك لأنهِ سكرانْ ،، وأن أحداً لن يحاسبهُ ، وأنكَ ستقولْ : (ولا على الأعرجِ حرج) ،،
_ أيّ أعرج يا مجنونة ؟ بالتأكيد سمعتُ ما قالهُ وأدري أنه لم يكن سكراناً لأنه قاد السيارة بكل دقّة /
_ يا لكَ من غبي .. كان يريدك أن تعرف أنه قاصد في الكلمة ، ألمْ تكن ترى نظراتهِ المتشككة فيكَ ليلتها ؟؟
_ دعينا من هذا الأمر ..هل تعرفين أنني البارحة من شدّة التعب ، خلعت عنّي قميصي وأشعلت ضوء الغرفة وذهبتُ أتمشى في الشقة ثم عدتُ لأستلقي على طرف السرير ،، وأنا نائمْ !!
_ نعم لأنكَ تريد السفرَ دوماً إلى مجهولٍ ما ، مغمض العينينْ ،
إلى متى ستبقى تشتري الوحدة وتدفع ثمنها غالياً ؟
_ ممممم ... هل لاحظتِ أنّ النساء هنا يحملن الكثير من العصور الوسطى رغم تبجّحنّ بلبس الجينز والعطر النفّاذْ وتسريحة الشعرِ الغريبة !
هل تريدينَ كوباً من القهوة؟ أنا أشربها متوسطة...كيف تحبينها ؟.. ( أحّك لحيتي ) !
_ صدقاً أنتَ لا تنامُ جيّداً ولا تأكل جيّداً ولا تفرش اسنانكَ إلا نادراً ولا تفهم كيف تنظم حياتكَ ...........اه من دون سكّر ...لأنه مضر بالصحة ،،
_ أكره أن ينظر لي الناس هكذا ....لمْ أقترف ذنباً ولم أقتل ذبابة ، حتى أنني أضع المحارم في سلة المهملات كلما وجدتها على حافة الطريق ،، الوقت يمضي وأنتِ لم تخبريني لماذا أنا هكذا متعب ؟
_ أنتَ لا تحتاجُ إلى نصيحةٍ منّي .، لأنك لا تريد أن تسمع ضعفك وسوء اختياراتكْ ..
_ اه نعم... أنا سيئ في الاختيارات ، ونحيف جداً ، وشكلي يذكّر من يراني بمجاعة الصومال ،،
_ حسناً ...عليكَ أن تنشر في الأقلام وتعود للشعر كما قال لكَ الجيزاني ..
وعليكَ أن تذكر وجه "مصطفى بطحيش"وهو يحتفي بكَ أمام الشاعر مصطفى النجار في إحدى شوارع حلب ، ،
_ يا لها من سويعة .....أخبرتهُ انني سأتباهى بكَ في الواحة،حينما كشف لي صلعته الجميلةههه كم كان مدهشاً ...وكم احببت بقائي معهُ طويلاً ..
_ أشرب القهوة ..أضنها بردت .......