يَا فاتنَ الوجهِ هلاَّ عُدتَ لي قمرًا يجلو ظلامًا علَى دربِ الهوَى انتَثَرا دروبنا فيه لم تلبثْ إذِ اجتمعتْ تَبعثرَتْ ، ثم تاهَ الخطو وانعَثَرَا إنِي تَساميتُ عَن دربٍ يُكَلِّلُهُ شَوكُ الجَفَاءِ .. وما كانَ النَّوَى سَمُرَا يَا فاتنَ الوجهِ لم أنهضْ بمنقَصَةٍ مَا كُنتُ يومًا لِليلِ الصَّدِّ مُنْتَظِرَا يَا فاتنَ الوجهِ كانَ البدرُ يَرقُبُنا والأرضُ تشهدُ حينَ الحبُّ قد سَهِرَا والنَّجمُ يشهدُ إذ يَسرِي ويَترُكُنا نَلهو ، ونُهدِي لِتلكَ الأنجمِ الدُّرَرَا يَأتي النَّسيمُ نَدِيَّ العِطْفِ مُتَّشِحًا بالحبِّ يَعبَقُ فيهِ الليلُ مُنتشِرَا فاستيقَظَ الطَّيرُ ..جُنْحُ الليلِ يَستُرُهُ أصغَى إلينا قُبيلَ الفَجرِ مُسْتَتِرَا هَل أعجبَ الطيرَ أنغامٌ نُردِّدُها فدَاعبَ الطيرَ شَدْوٌ في الدُّجَى عَبَرَا ؟ مَنْ أخبَرَ الطيرَ أنَّ الليلَ في دَعَةٍ أغْضَى حَياءً فأرخَى السِّترَ واعتَذَرَا ؟ ونامَ عَنا قليلاً ، ثم أيقَظَهُ نُورُ الصَّباحِ ..فخَافَ الليلُ وانْحَسَرَا فأَسْكَتَ الصُّبحُ لَحنًا كانَ يَعزِفُهُ وَجْدُ الْمُحِبِّ .. وأهدَى لَحْنَهُ الوَتَرَا