|
نسرينُ يا مَلَكاً في الحسن والنضرِ |
هلاّ تركت لهم أنموذج البشرِ |
إنّي أخاف إذا غاروا من الحسد |
والشمس ما وردت في صورة القمرِ |
وجهٌ ليوسفَ حتماً ينتهي نسباً |
والصوت أحسبهُ عزفا على الوترِ |
والحسن في الكون آياتٌ نتابعها |
عيناكِ قد حوتا ورداً من السّورِ |
عيناكِ سيّدتي ذكرٌ وتذكرةٌ |
عن قدرةٍ أعجزت في صنعة الصورِ |
عيناكِ سيّدتي خمرٌ معتّقةٌ |
هل ينفع الذكر للنشوان من سَكرِ |
نسرين لو تسمعي منّي أخبِّرُكِ |
سرّاً أبوح بهِ عن عصبة الذكرِ |
لا تخبري أحداً إن شئت مصلحتي |
إن يعلموا زغلي قد يقتفوا أثري |
أو ربما هدروا دمّي على الملأ |
ولست ممن همُ يمشون بالخبرِ |
لكنني مغرمٌ والعشق مدرستي |
ما همّني في الهوى ما مبلغ الخطرِ |
نسرين إنّا أناسٌ من سذاجتنا |
نرى الهوى قيمةًً أغلى من البصرِ |
تغدو الرجال ضعافاً حال عشقهمُ |
فلا يغرّكِ ما يبدو من الكبرِ |
إن يصمتوا خجلاً لا تحسبي جلداً |
كالجبن صورتهُ في صورة ِ الحجرِ |
فلا تقولي إذاً ما شأنهم سكتوا |
ألخوفُ ألجمهم كمربط المُهَرِ؟ |
إذ هكذا قد خلقنا ليس في يدنا |
أنّا نرى حرجاً في كثرةِ الهذرِ |
الحب في شرعنا فعلٌ وتضحيةٌ |
ما سدّ رعدٌ مكان الغيث من مطرِ |
والحبّ نكتمهُ نخشى عواقبهُ |
ولا فرار لنا من بطشة القدرِ |
أما تري وُصفوا بالحب قد وقعوا |
كأنهُ غرقٌ في قاع منحدرِ |
نسرين نرهبهُ والروح تسألهُ |
سؤل الجريح إلى ماءٍ على وطرِ |
وليتكنّ تداوين الجراح ولو |
جرح الكليم جرى بالروح كالنَّهَرِ |
ثم تعالي هنا نحصي قصائدنا |
أي الفريقين منّا بات في بطرِ |
نسرين طوبى لمظلومٍ بمغفرةٍ |
لكن أخاف عليكِ الظلم فادّكري |
هذي مرافعتي قدّمتها وجِلاً |
فاقضي بتهمتنا وانأي عن الجكرِ. |