القادمون من وراء المحيطات
ومن تحت التكايا
وفنادق الدرجة الأولى في مدن الثلج
والشقرة الطافحة :
أفرغوا حنجرتي من الصّوت ِ...
وعينيّ من الدموع ِ ...
وشفتي ّ من الإبتساماتِ ...
وصباحاتي من الألق ِ...
ومساءاتي من النجوم ...
إستبدلوا بكوفيّتي قبّعة ً
وبحصاني دبابة ً
وبحديقتي خندقاً
وبنخلتي أعمدة ً كونكريتية ً
وبأساوري قيودا ً
ودماً بمياه الينبوع ِ...
أطلقوا سراحي من كهف وحشتي
واعتقلوا الوطن...
ثمّ أعطوني قلماً ودفترا ً
لأكتب َ عن الحريّة ِ
أو تقريرا ً سرّيا ًعن الذين يرفضون:
تحريضَ النار ِ على الأكواخِ...
والقحط َ على الحقول ِ...
وأكياس الرمل على الشرفات ...
والخنادق َ على الحدائق ِ...
والشظايا على العصافير ...
والسيوف على الرؤوس ...
فهل ثمّة مَنْ يلومني
إذا صرخت ُ ملءَ فمي :
أعيدوني إلى زنزانتي
وأطلقوا سراح الوطن ؟
***ْ