قصيدة مستوحاة من قصة بيت في غزة بين أفراده أبناء كوادر في كلا الفصيلين فتح وحماس وموقف الأم بينهما وهو دعوة للوحدة بين ابناء الشعب الواحد
نداء ام
أَبَنيَّ قلبي مثخنُ فلترحموا للأم قلبا
ضاقت بي الأنحاء حتى صارت الأرضون ثقبا
وقتلت يا سيف الزمان نضارةً وتركت ندبا
ألبستني من خيط مأساة الليالي منك ثوبا
فالهول حّرمني المضاجع بل أطار الهمّ لبا
وبقيت تسقيني الليالي من كؤوس الحزن نخبا
وانا أعضّ على الجراح عسى أراك بنيّ شبا
حتى اذا دار الزمان وكلّ من فيكم تربى
ورأيت كلاًّ منكم ُ عن طوقه في الضعف شبّ
وغدا الذي امّلتُُ حقاً والرجاء وقد تلبّى
أأرى سلاحاً أحمقاً يغتال في الأحشاء حُبّا؟
أنّى تصب تلك الرصاصة قد أصابت فيّ قلبا
أبَنيّ رحماكم بقلبٍ من كؤوس الهمّ عبى
أويقسو ألعود الميبّس بعدما ربّيت رطبا؟
ويدمّر العشّ الجميل وتشعلوا الأجواء حربا؟
وتعود أحلام الأمومة قد غدت في البيت رعبا
أضحى لكلٍّ منكمُ في البيت تنظيماً وحزبا
وإذا دعا داعي القتال فكلكم داعيه لبّى
إني أراكم تسلكون الى مآسي الأم دربا
عودوا اليّ فبعدكم قد زاد نار القلب صبّا
أبُنيّ ذاك أخوك قد أسقيته في الصدر حبّا
ماذا دهاكم هل نسيتم مشرباً في الحبّ عذبا؟
أبُنيّ إن تقتل أخاك فقد قتلت اليوم شعبا
فحذار أن تهوي لسيفك ان تهاوى للمسامع منك سبّا
كن أنت من خير البنين إذا أتى الآتون ذنبا
فاصفح _فديتك_ لا تلام فأنت ما أحدثت عيبا
إنّ الأخ الحقّ الذي إن ديس عرض أخيه ذبّا
أبُنيّ إن يبغي العدوُّ تباعداً فأروه قربا
هو لا يريد بأن يكون الوضع فيكم مستتبّا
فإذا رآكم أخوةً سيعيد للأنحاء كلبا
فدعوه لا تصغوا فيقضي في نباح الغيظ نحبا
الله ربُّكمُ بَنيّ وحسبكم بالله ربّا
فدعوا التّفرُّق جانباً وتعانقوا قلباً فقلبا
بنت المسرى عضو رابطة ادباء بيت المقدس