سيد الشهداء
قد أمطرت سحب السماء سيولا
وغدا البريق على القنا مصقولا
والشمس من دفقات جرحك أشرقت
لما توارت عن عداك أفولا
ودماء قلبك في البرايا أزهرت
فغدا الربيع على الزمان فصولا
سحب العزائم من قناها أمطرت
وغدا الثرى بدمائـــــــكم مجبولا
صحراء قلب الشعب صارت روضة
والقفر أمرع بلقعا وحقولا
إن قيل خيل الله قومي واركبي
ألفيت مدّ الخافقين خيولا
فقلوب أهل العزم أسرع وثبة
للواثبين إلى القعود وصولا
فقعيدنا هزّ الأنام بعزمه
وأراك من صور الجهاد الأولى
أين الرواحل في العوالم مثله
من في الصحاح يسابق المشلولا
أرأيت من حمل الجهاد بقلبه
أضحى على أيدي الورى محمولا
ياسين يا رجلا يعادل امة
طب عند ربك راضيا مقبولا
جردت سيفا من لسانك صارما
وسللت حدا للعدا مـــسلولا
وطلعت فجرا في ثنايا ليلهم
شردت فيهم للظلام فلولا
خارت قواهم من ثباتك سيدي
فغدوا يقينا فاقدين عقولا
جهلوا مقامك هل تراهم برهنوا
حقا بكون كيانهم مهزولا
فالسيف عاد لنحرهم من قهرهم
والجسم بات بذعرهم مقتولا
الأرض ما عادت لمثلك موطنا
فهي المقرّ لمن أطال خمولا
يا سيدي طاب المقرّ فطب له
نفسا وكن للاحقين رسولا
طب يا شهيد فقد أعدت مناهجا
اًصّلت في لغة الجهاد أصولا
طب يا شهيد ففي رحيلك عودة
للصحب من لدن القرون الأولى
إن أشعلوا للحرب نارا إننا
قمنا ندق إلى اللقاء طــبولا
انا على أثر الشهادة نقتفي
درب الصعود فلا نريد نزولا
من وحي روحك قد شحذنا عزمنا
جئناه من تحت الركام فحولا
إما قتلت فقد بعثت حياتنا
ورسمت دربا للجهاد مهولا
لمقام صوت في الجنان يفوق ما
في الارض عرضا ان قطعت وطولا
يا سيد الشهداء حسبك رفعة
أن الإله قد اجتباك خليلا
إن أطفأوا روح العزيمة إننا
سنعيد نشعل ذلك القنديلا
طب يا شهيد فقد سمت راياتنا
وعدونا أضحى يجرّ ذيولا