كاشفتها في الغيرة يوما ،وكأنني أسترحمها أن تكف عن إثارتها في أعماقي،ودار بيننا حديث الغيرة أشبه مايكون بمنازعات المنطق الجدلي ،فكتبت إليها هذه الرسالة الساخنة..
أديبتي ..يا قدرا لا ينفك عن قدري ،ويا حتمية الحب توغلت حتى أمسكت بأطراف حياتي،ويا ملكة ما حلا لها إلا التمرد على ملكها ببسط كينونة الطبيعة الأنثوية على واقع ضعفي واستسلامي...ماملك مَن ملك إلا رعاية لمن ملك، فما بال قلبي أضحى عرضة لعبث كبريائك ،ومرمى هدف لزيغ سهامك!كم تفننت في تفسير تعذيبك فلم أجد له تصنيفا أضعه تحته.
واليوم وحينما خار صمودي أمام أمواج الغيرة ،واستعبدتني قسوتها العاتية فلم تترك مني موضع اختيار لرجعة ،أو سلوة ..كاشفتك لكنني وجدت نفسي كالعائذ باللهب من وهج النار ،والمحتمي بالشرر من فيح جذوتها ..ورأيتك في استفاضتك المعهودة مع الغير تنقبين ،وتضاحكين ،وتتفنين في المحاورة المخملية ،وعلى مقربة منك قلب انقلبت عليه ضحكاتك كل ضحكة بألف طعنة ..ويالها من بسطة مع الغير أماتته بعدد ما تضاحكين وتحاورين..لله ما أسهل جرة السكين في يديك على قلبي، ومع علمك أنه كونك الذي ولد فيه حبك وشب وترعرع ،وحضنك الذي طالما غفوتِ في مهده إغفاءة الطفل على هدهدة أمه..
مولاتي ..يا حبي العنيد ،يا رقصة الدلال على مسرح قلبي المتيم بك ،يا حكما من غير قاض،يا صمتا في زوبعة من القلق ..رحماك من غيرة هدت كياني أمام صمت رهيب..فكتبت لك والحرف اليوم أستحلبه من الصخر استحلابا ،ويحي لكأنه على استعصائه عقني عقوق الأبد ،فتاه مني محلقا منذرا ألا رجعة ترتجى..رحماك مما حنى الهامة ،وحطم التاج ،وفرّع على النار الداخلية شحوب الحال الخارجي.
وختام رسالتي أحبك ،أحبك حبا صفا صفاء أصلك العريق،ونما نمو عنادك العميق ،وجلا الحجب عن مكنونه فإذا به في غيبوبتك ماثل وليت شعري متى يفيق.......أحبك للأبد.....أحمد.