ظِـلالٌ عَلَى ضِفـافِ الحُـزنْ
(1) ظـلال على ضفـاف الحـزن
قد يكبر الحزنُ فيصبح شجرةً وارفةً تُظِلُّنا أوراقُها اليابسة
وقد يكبر الحزنُ فيصبح نهراً عميقاً يجرفنا نحو دواماتٍ سحيقة
وقد يكبر الحزنُ فيصبح ليلاً مظلماً يلفنا سواده الحالك
لكن...
ما أقسى أن يصبحَ الحزنُ دماءً تجري في عروقنا فتمنحنا حياةً أقرب إلى اللاحياة
(2) الحُلـــم المفقود
قد نفقد كل ما نملك..
لكن..
يتبقى لنا الحلم
فماذا يتبقى لنا إن ضاع الحلم؟!
(3) انتظـار
عندما ننتظرُ أن تشرقَ الشمسُ في منتصفِ ليلِ الأحزان
وننتظرُ أن يسري الدفءُ في صقيعِ يومٍ من أيامِ نيسان
وننتظرُ أن تُورِقَ الأشجارُ في خريفِ النسيان
وننتظر أن يُولد الأملُ من رحمِ الحرمان
حينها..
يصبح الانتظارُ أكبر عذاباتنا
(4) أقـوى مـن المـوت
الحبُ – سيدتي – لا يموت
الحبُ - سيدتي – أقوى من الموت
أبقى من الموت
أكبرُ من الموت
الحبُ – سيدتي – لا يعرف الموت
فالحبُ روحٌ هائمةٌ في أفقِ الحياة
مَلَكٌ سابحٌ في فضاءِ الخلود
ماردٌ يعبرُ حدودَ الزمانِ والمكان
يخترقُ حواجزَ الذكرى والنسيان
الحب يبقى – سيدتي – بقاء الوجود
الحبُ – سيدتي – لا يهرم ولا يشيخ
فالحب وردةٌ نضرةُ الحسن
أوراقُها خالدة
ربيعُها دائم
شبابها متجدد
الحب يحيا – سيدتي – حياة الخلود
الحبُ – سيدتي – ..
سيدتي ..
دعينا لا نتحدث عن الحب
دعيه يرقد بداخلنا في سلام
دعيه – بمفرده – يتحدى الموت
(5) هوامش على دفتر الذكريات
أقلّب صفحاتِ دفترِ الذكريات
لا زلتُ أحيا بين سطورِ الكثير من صفحات هذا الدفتر
لا زالت تسري بداخلي أحاسيسها وكأنني أشعر بها لأول مرة
فهذه الصفحة أذكرُها جيداً، أشمُ رائحةَ الألمِ المنثورِ بين حروفها
وهذه الصفحة أكاد أراها صورة مرئية، تتسلل أصابعي لتمسح دموعاً بللتها.
أما هذه الصفحة فمنذ سنواتٍ و سنواتٍ تسكنني وأسكنها، وكأننا أصبحنا قرينين يجمعهما وجع البعاد.
وهذه الصفحة..، وهذه الصفحة..، ..
آه.. ما أكثر ما حوى هذا الدفتر من شجونٍ وآلام
ويبقى الحنينُ لذكرى اللحظاتِ السعيدة هو الأشدُ إيلاما!
(6) عيـد ميـلاد
يـا قلـبُ..
كلُ جـرحٍ وأنت بخير
(7) مواسـاة
غمرني بنظراتِ العطفِ والحنان..
ربت على كتفي بيدٍ حانيةٍ مواسياً:
- من الألمِ يُولدُ الأمل
أجبته صامتاً بنظراتٍ شاردة ..
فما أسخف ألحانِ الأملِ تعزفها قلوبٌ مترفةٌ على أوتارِ قلوبٍ ذبيحة
(8) النهـاية
همستْ لي من خلفِ دمعاتِها الكسيرة:
- علينا أن نعترفَ بالهزيمة
لم أجب..
سكتت الأحرفُ المشنوقةُ فوق سطورِ الألـمْ
قالت لي: صدقت الأقدار وكذبت أحلامنا
لم أجب..
سقطت آخر الأحلامِ المصلوبة فوقَ أسوارِ القدرْ
قالت: لم يعد بالكونِ متسعٌ لأحلامِنا الصغيرة
لم أجب..
رحتُ ألملمُ بقايا الحلمِ المنثورِ على جدرانِ الروح
ارتمينا على حافة الانكسارِ مُنهَكين؛ مُتعبَين
سطّرنا سوياً بأيدٍ مرتعشةٍ فوق الرمالِ الباكية كلمةَ ( النهاية )..
رحنا نتأملها صامتين.. نحتضنها؛ نخبأها بداخلنا لعلنا نحتفظُ بآخرِ ما يجمع اسمينا معاً
أبت الريحُ إلا أن تمحو آخر آثارنا..
ماتت كلمة ( النهاية )
(9) البـدايـة
ليس من السهل أن نكتب بأيدينا كلمةَ ( النهاية )
إنما الأصعبُ أن نخلقَ ( بداية ) جديدة.
(10) منـاجـاة
اللهم جئتك و قد غُلّقت الأبواب
وضاق الرحاب
وتقطّعت بيّ الأسباب
اللهم فافتح لي من أبوابِك
واقبلني برحابِك
وهيئ لي من أسبابِك
اللهم جئتك – وأنت أعلمُ بي مني -
اللهم جئتك – وأنت أقربُ لي مني –
اللهم جئتك – وأنت أرحمُ بي مني -
اللهم جئتك ؛ وهذا حالي كما ترى
عليلٌ.. كما ترى
سقيمٌ.. كما ترى
كسيرٌ.. كما ترى
فاحكم بما ترى.. فيما ترى
فإنه لا حكم إلا ما ترى
ولا عدل إلا ما ترى
ولا حق إلا ما ترى
يا من تعلم وتسمع و ترى
وتحكمُ بالخير
إسلام شمس الدين