|
ــ |
لن أسكبَ الدمعَ كي أبكيكِ يا داري |
لكنْ لأرويَ بالدمعِ السخينِ هنا |
في ساحةِ الموتِ بعد الهدمِ أزهاري |
أبكي ؟، وماذا يفيدُ الحزنُ في زمنٍ |
قد ألْقَمَتْ جَوْفَهُ صمتاً يدُ العارِ ؟ |
فطأطأَ الرأسَ في ذُلٍّ و في خَوَرٍ |
وأغمضَ العينَ عن أفعالِ أشرارِ |
يا ناقلاً صورةَ البيتِ الذي اْنهَدَمَتْ |
جدرانُهُ فوقَ أطفالي و أطياري |
بألفِ طلقةِ حِقْدٍ كان صَوَّبَها |
في هجعةِ الليلِ وحشٌ آثِمٌ ضاري |
هل تستطيعُ إذا ما كنت مُقتَدِراً |
أن تنقِلَ الجُرْحَ في تقريرِ أخبارِ ؟ |
هُنا ستُنبيكَ أحجارٌ بما صَنَعَتْ |
معاولُ الهدمِ ، فاسمعْ قولَ أحجارِ |
وانظرْ هناكَ بذاكَ الركنِ ، وا عَجَباً |
يا كم طوى قلبُهُ مليونَ تذكارِ |
كم قِصَّةٍ في سكونِ الليلِ قد نُسِجَتْ |
و كم سَبَحْتُ بِهِ في بحرِ أشعارِ |
و كم سمعتُ نداءَ الفجرِ مؤتَلِقاً |
من شُرْفَةٍ سَبَّحّتْ للخالِقِ الباري |
حتّى بَدَتْ و كأنَّ الصُّبْحَ وضَّأَها |
للهِ ساجِدَةً من خلفِ أستارِ |
أين ابتسامُ الضُّحى إنْ زارَ غُرفَتَنا |
فأرسلَ الشدْوَ ممزوجاً بأنوارِ ؟ |
انظُرْ فأنقاضُها أفشَتْ سرائِرَها |
صراحةً ، مثلما ضَنَّتْ بأسرارِ |
انظُرْ إلى فِعْلِهِمْ عمداً بمُصحَفِنا |
يا ويلَ صُهيون من ثأري و من ناري |
قد كان " أحمدُ " نصفَ الليلِ يقرأُهُ |
و يُكملُ الليلَ في حمدٍ و أذكارِ |
ما كان يعلمُ أنَّ الموْتَ سابِقُهُ |
إلى مُصَلاّهُ في أثوابِ غدارِ |
لا زلتُ أذكرُ سطراً في وصيَّتِهِ |
" القُدس يا زوجتي أغلى من الدارِ " |
أَوْصِي بها " خالداً " في كلِّ آونةٍ |
كي يقتفي للعُلا والمجدِ آثاري |
قولي لوردتنا إن أنجَبَتْ وَلَداً |
يا " فاطمُ " انتَهِجي دربي و أفكاري |
كي يكبُرَ الطفلُ والأوطانُ في دَمِهِ |
يُعلي بيارِقَها في كلِّ مضمارِ |
أوصيكِ أن تحفظي عهدي و موعدُنا |
في جنَّةِ الخُلدِ عند الكوثَرِ الجاري |
يا ناقلاً صورة التشريدِ ، معذرةً |
يكفيكَ ما قُلْتُهُ ، فاذهبْ إلى الجارِ |
قد تحكي زوجتُهُ عمّا أحاقَ بها |
مثلي ، فمحنتُها لحنٌ بقيثاري |
كلٌّ يُرددهُ ، والكلُّ يسمعهُ |
و الكلُّ في غفلةٍ يلهو بأقداري |
_ |
|