لوحة تشكيلية
للأديبة الفنانة: حنان الأغا
تصور اللوحة في إبداع وصل إلى حد النطق لحظة ومكان زحام ...هي لوحة تنظر إليها فتجدها تتحرك وتنطق أجزاؤها من صوت وإضاءة وظلال وصور وحركة تناسقت مع بعضها في ذهول لترسم لوحة تشكيلية
الأدوات الرئيسية التي اعتمدتها الأديبة لمزج الواقع بالخيال هي الخامة واللون والأسلوب والتقنية كما يلي:
ا – الخامة : لم تكن هنا من القماش أو الحرير أو الخشب أو المسطحات الخشنة المختلفة وغيرها, إنما كانت جزءا من مسرح الحياة اليومية وهى مكان مزدحم وسط المدينة.
ب - اللون :ألوان مائية وزيتية وأكريليك ظهرت بجميع الألوان ( الأحمر الغالب على اللوحة والمتمثل في: حُمّى , نهِم , الدفء , المصلوب , اللون الأحمر للخط – امتزاج لمجموعة من الألوان والمتمثل فى : جنتك , إشارات الطريق , الأرصفة , المدينة , البيتي - ألوان الجير الأبيض وتمثلت في: الخطوط البيضاء , عظامك - ألوان الفحم وتمثلت في: الموؤودة , المدينة , الضجيج )
ج- الأسلوب:
وهنا أدمجت الفنانة أكثر من مدرسة في عملها ، إلا أن قراءة اللوحة من المتلقي الواعي هي التي تحدد الانطباع العام للعمل الفني ويختلف هذا الانطباع من متلقي إلى آخر.
د- التقنية الفنية:
اتبعت الفنانة في التعامل مع اللون والخامة أسلوبا متباينا بين التلوين المسطح -أي بدون اللجوء إلي وضع اللون بشكل كثيف وبارز فوق سطح اللوحة –وظهر ذلك في التشبيهات والاستعارات المكنية والبلاغية مثل:{ نهِم هو الضجيج يبتلعك ،وأنت المصلوب , تبكيك الأرصفة ، تقتاتك المدينة ، ترفرف روحك , ترتجف عظامك , تبكي جنتك الموؤودة } وبين التلوين باستخدام السكين - أي يظهر السطح غير أملس ومليء بضربات السكين الخشنة والملامس المتنوعة- كما في : { الأرصفة , عظامك , الموؤودة } , وأخيرا التنقيط - أي باستخدام بقع ونقط وخطوط منتظمة بإيقاع ثابت في كل كتلة ملونة-كما في:{ إشارات الطريق , الخطوط البيضاء }
التعقيب:
أولا:
لابد للفنان من وضع تصور –صورة للوحة الفنية، وإلاَّ فقد الحس الخيالي والشعور بجمالية اللوحة.. فالتصور ضرورة، وعامل مهم في بناء لوحة جميلة وأخاذة للب وعقل المتلقي ، ومن هنا تأتي المراحل للوحة الفنية ومن النقطة الأولى لبناء اللوحة، فهناك مرحلة وضع الخطوط العريضة للوحة حيث تأتي بصورة تلقائية وعفوية واسترسالية وهناك مرحلة وضع المواقع على مسرح اللوحة مروراً للوصول بها إلى نهايتها حتى تكتمل الصورة وتأخذ بُعدها الفني والجمالي، ولاشك أن مزاجية الفنان تلعب دوراً أساسياً في رسم اللوحة وهذا ما كان واضحا في ردة فعل الأديبة من الزحام الخانق وإنزال الحالة التخيلية إلى أرض الواقع.
ثانيا:
إن ما تراه العين من أشكال وألوان، له عدة جوانب ظاهرة وباطنة. والفن التشكيلي هو الذي يعيد اكتشاف الواقع ممزوجاً بالخيال ...وهنا رؤية الفنانة التشكيلية كانت وجهة نظرها الخاصة وهي التي أثارت التأمل والتساؤل وأثرت خيال المتلقي وسلطت الضوء علي الكثير من جوانب الواقع التي قد تبدو خفية.
من هنا تحية وشذى خاصين لمشجعي ومحبي كل فن وكل ما يفيد الإنسان ويدخل السعادة إلى قلبه في هذا الوجود، فالكلمة فن، واللوحة فن والكتابة فن ومن نهر الفنون نشرب الماء العذب، ونتنفس الهواء المنعش.
وصدق من قال : الفنون هي مرآة الشعوب.
د. نجلاء طمان
الوردة