(مجرد أحــــــلام )أخذ يعدد لأبيهِ وأمه أحلامُه فى المستقبل وطموحاته وكيف يكون به الحال مستقبلا ً منيرا ً إن حقق أحلامه وبنات أفكاره،الأبوان في موقف المتلقي الصامت تترامى إلى أذانهما كلمات هذا الولد إن رآهما ناظر عابر لحسبهما أصنام أو تماثيل يلهو بها ذاك الإبن ..يمر من أمام عيني الأبوين مشهد فاضح في التلفاز قد تعرت فيه إمرأة لشاب يرطن ويدندن بكلمات وما أن شاهدا هذا المشهد حتى ألحفا فى سؤل الإبن عما هم به من صمت.. وفي إلتفاتة منهما نحو الإبن تدعوه لإستكمال وإستطراد ماقاله من أحلام عن جمالها الفتان تعرّت وعن أخلاقها الحميدة كشفت فى مقابل عري تلك المرأة وذاك الشاب فى مشهدهما الفاضح فى التلفاز،ثم في نظرة أقوى وأعتى من سابقتها حدجا الإبن بتلك النظرة وقالا فى صوت ٍ واحد واضح : لم الصمت ياولد أيعجبك تلك المرأة الخليعة وهذا الصبي السفيه ؟!!
عاد لحديثه ثانية وأردف فى التطرق لأحلامه وأطلق العنان للسانه فاتحا ً فيه فى إنفراجة تنم عن هذا الكم من الكلمات التي يطلقها..وعين الإعجاب تحفه من قبل أبويه... من هناك عند ذلك المكان الذي تفوح منه رائحة الماضي وإن كان فيه من رائحة الحاضر والمستقبل مايزكم الأنوف فهكذا حال كل علم وذي جد وجدية فأنف السخرية تشمهم من الماضي والتراث وعين العبث تراهم أماكن يعلوها التراب وحط عليها الصدأ..من هناك أتى صوت قوي رزين عاقل في آن معا ً هناك حيث الكتب المعلِنة عن ذاتها في عناوين مابين أدب وفلسفة ومنطق ودين وعلوم شتى ..وضوء خافت يخرج من مصباح هذا المكان يكاد لايرى من هو فى موقف الأبوين وابنهما شيئًا ..صوت رجل أكل عليه الدهر بُحّ صوته من ترديد أقاويله لكن لم تصب كلماته إلا صمما ً وأذنا ً قد سُدَّت من قِبل كبرياء الحاضر وتأففه من كل جد وجدية ..وخرجت سهام كلماته مستهدفة الإبن صوب هدف حدده القائل : يولد من رحم الأنام كثرة الأحلام !!!!
تمت