الأباتشي .. والكرسي ذو العجلاتكنتُ أدرِي
قبل هذا الفجر أنّ البحر لا يروي العطاشا
لم أكن أجهلُ يومـًا
أن حُـسن القدسِ لن يـمـحُـوَهُ
شذاذُ بولندا وقطعان الفلاشا
ولقد أيقنتُ
أن الصخرة الصماءَ
لن تُدركَ أن الشمسَ تجري
...
كان جدِّي..
وأبي يعرف من قبلُ
ولم يخفَ عليّْ
أنه لا يثمرُ الغرقدُ
لا ينبتُ بالدُّهنِ
ولو شادوا له سدًا عظيمـًا
وأقاموا عبثـًا من أجله مشروع ريّْ
...
لم يفاجئني
ولا حَيَّر فكري
سَهَرُ الأوباشِ مِن جُندٍ وقاده..
شَحْنُهم أجوافَهم غدرًا على كفرٍ
وأجوافَ الأباشياتِ
بالشر الذي يَصنَع عُشَّاقُ الإباده..
سـحـْلـُهُمْ للأنبياءْ..
قتـلُـهمْ شيخا قعيدًا
وجدوا في بيته المحزون قرآنـًا
وإبريقَ وضوءٍ
ودواءْ..
أَنـَّهُمْ جاءوا لكي يعطوا الشهاده
طالبـًا مجتهدًا
كم طلبَ الفردوسَ في ليلةِ قَدْرِ
...
كنتُ أدري
أنه لا يَفسُدُ اليمُّ
إذا ما بال معتوهٌ على ضفة نهرِِ
...
لكِنِ الشيءُ الذي أوقفَ شَعْري
ذلك الصقرُ الذي أذهلني هذا الصباحْ
فعلى عينيهِ قد شُدّ قِناعٌ
وله نصف جناحْ
وبه جوعٌ
وإعياءٌ
وآثارُ جراحْ
فإذا حَرَّكَ رأسـًا
حَرَّكَ الغابَ
وراحْ
ينشرُ الصدمةَ في الغربانِ
في عفويةِ الواثقِ
والغربانُ لا تبرح في نوبةِ ذُعْرِ!
سوف أبقى
طول عمري
ذاكراً مملكة الغربانِ
تهتزُّ لدى لمحةِ صَقْرِ
وسيبقى..
فجرُ هذا اليوم في نفسيَ أبقى أثرًا من ألف فجرِ