أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: اللغة / الصورة / الاستدعاء .. في (سرادق الموت) عند الشاعر الدكتور محمد حسن السمان

  1. #1
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي اللغة / الصورة / الاستدعاء .. في (سرادق الموت) عند الشاعر الدكتور محمد حسن السمان


    سرادق الموت
    مازال وجهك يابغداد يحزنني والعمر يمضي وقلبي دائم الحزن
    في الصبح اصحو على أنباء مجزرة في الليل امسي على أنباء مرتهن
    أم الربيعين قد صار الربيع بها أشلاء طفل ومدفون بلا كفن
    عند التقاطع أطراف مقطّعة في القرب منها بقايا الجسم والبدن
    سرادق الموت والتقتيل قد نصبت عند المساجد , في الأحياء في المدن
    والقاتلون صنوف في مشاربهم مابين مرتزق للقتل ممتهن
    أو طائفي مريض القلب تحكمه أضغانه السود , مازالت مع الزمن
    أو جاهل بأمور الدين مجترىء قد كفّر الناس من بغداد لليمن
    من كانت القبلة الغرّاء وجهته عند الصلاة , أخ في الشرع والسنن
    من يقتل النفس مقتول بفعلته لايغفر الـلـه ذنب القتل والفتن
    بالـلـه اسأل يا بغداد , أين همُ أين الذين همُ الفرسان في المحن
    من يحقنون دماء المسلمين , فما يسعون إلا لوجه الـلـه والوطن

    الكويت 15/12/2006



    بناء على ما سلف من مقدمات تؤكد لنا التوحد الفكري/ النفسي/الحركي/الانفعالي بين الشاعر/الشكل-المضمون/ والمضمون-الشكل -.. (1)
    يمكننا أن نتبين أن الشاعر ليس إلا ذلك الرجل الذي يسميه علماء النفس السلوكيون بالشخص الحر/ الصادق "الذي يعيش لحظته بعين وفكر وقلب وسمع وتذوق يسيرون في طريق واحد" ..(2)
    وإن الذي ينال فرصة الاقتراب من الشاعر أكثر يلفيه ممن "يدقق ويكرر النظرة والشمة والفكرة واللمسة والإحساس والتذوق" (3) ودوماً هو كذلك في تعليقاته الفكرية الحميمية التي يشارك بها في المنتديات عبر شبكة الإنترنت، وبالذات في متصفحات الأعمال الأدبية، حيث "يركز في التو واللحظة والمكان الذي يعيش فيه" ..(4)
    وليس من نتيجة منطقية يمكن التوصل إليها الآن إلا أن الطبيعة ستحابي شاعرنا –كما يقول ثورو- لأنه صاحب إحساس قوي بها ..(5)
    إن معنى محاباة الطبيعة أن تترسخ أواصر علاقة حميمية صادقة ثابتة بين مفردات الطبيعة وبين شاعرنا فيتذوق تيكم المفرداتِ بكثير من الدهشة والإعجاب والاستحسان الذي يفتقده سكان الطرف الآخر من أصحاب التعويض عن نقص إحساسهم بالطبيعة من حولهم بخلق صور ورموز جديدة متخيلة..
    من ثم فإن حلول التطور البطيء في مساحة مجازية اللغة عند الشاعر ليس نقصاً في قدرته وإنما هو مرحلة من الكمال الإدراكي للموجودات من حوله.. وليس يخفى أن العقل البشري يميل إلى إكمال الناقص دوماً، وما دام هناك من يشعر بالدهشة والإعجاب وبكر الإحساس بالشجرة التي أنبتها الله في أحد الحقول، فإن محاولة إنباتها في قلب الأب هي تعبير عن عدم القدرة على إيجاد إحساس متكامل –بحكم الخبرة والممارسة- بهذا الحب الأبوي المرغوب، تماماً كما زينوا الأصنام تعبيرا عن الحاجة إلى إله حامٍ..
    ومن ثم فإن شاعرنا لا يستخدم من الاستعارات غير ما نزل منزلة المواضعات اللغوية من باب "العامي من الاستعارات" (6) الذي صار مثبتاً في درجة الحقيقة في العقل الجمعي والموروث اللغوي المتداول داخلاً في عباءة فريق الزمخشري من أن اللغة كلها مجاز (7) (وجهك – الحزَ ْن – يمضي).
    إذن فلا نتوقع منه إلا أن يعامل الإنسان إنساناً بحدوده وإمكاناته النفسية والجسدية ذلك لأنه عرف من أسرار النفس الإنسانية وطاقات الجسد وعلومه –معنى ولفظاً- ما جهله الآخرُ، ولن يحْدُثَ أن يُحَدِّثَ نخلةً أمامه بلغة آدمية ، وليس يلبس عباءة من النساء تعبيراً عن علاقته برحم الأم ومدلولاته التي في كتب التحليل النفسي القديم أو الحديث، ولا يبني أهراماً من الحلمات كمحاولة لغوية لاستثارة أغشية الفم المخاطية واستحضار حالة طفولة/ في إطار النضج اللغوي (8)والمتحركة بلا وعي. ولن يرتقي إلى الله وقوفا على ثدي امرأة . (9)


    اللغة الحياتية في النص وقلة البديع\

    وبشأن اللغة –والحديث كذلك عن الاستعارة- فالدكتور عبد القادر (10)القط يؤكد لنا أن أبا نواس "لم يكن مشغولاً بالبديع-باعتبار معنى البديع عند ابن المعتز- ولا بالصنعة بصورة تغلب على شعره، وليس من التجاوز القول بأن شعره قريب في معظمه من لغة الحياة –إن صح هذا التعبير، ولم يكن يميل إلى الجزالة إلا في القصائد التي كان يمدح بها، ربما ليثبت أن سهولة أسلوبه ليست راجعة إلى ضعف في الشاعرية عنده..".

    وأنا أميل إلى تسمية لغة سرادق الموت هنا أو لغة الشاعر بعامة بالسهولة -لا بالمباشرة التي تحمل من معاني السذاجة ونبرات الارتجال الخطابي ما تحمل مما رسخ في ذهني من كثرة استعمالها في مجالس النقد والشعر- وظاهرة السهولة –كما يحاول الدكتور تبرير موقف أبي نواس- ليست نقصاً في شاعرية أبي نواس باعتبار الوجه الآخر من عملة شعره، وإن كنت –على استحياء أقدم انحرافا في قناعتي بمثل تلك المقدمة والنتيجة التي قدمها الدكتور عبد القادر فقد جعل:
    - التدليل على قوة شعره السهل من خلال ذات شعره الآخر، وكأنما تعليل الظاهرة ليس في ذاتها وإنما في غيرها، مما قد يظلم آخرين لم يقفوا في موقف الشاعر مادحاً أمام ملك أو خليفة.
    - صياغة الاستنتاج توحي بثبوت قالب حكمي يرجع إليه لتقييم الشاعرية(11) ، فبدلاً من أن نخلق ثوباً يناسب حجم الجسم، نخلق أجسامنا بما يناسب حجم الثوب..

    أما عند شاعرنا فإن السهولة لم تضر بشاعريته التي شحنت التركيب/ والكلمة المفردة/ والإيقاع الصوتي بشحنات تخص الشاعر خصوصية أثبتانا جزءاً منها.. حتى تجاوزت اللغة من التسمية بالسهولة في معناها العادي إلى المعنى المركب من السهولة والوضوح في لغة الأب والحكيم وذي المكانة المسئول في مجتمع مثقف؛ حيث لا تحمل الكلمة في لغة هؤلاء سذاجة ولا مجرد انفعال خطابي ساخن، وإنما تحمل شحنات الخبرة والنضج والممارسة الواثقة المطبوعة بالإحساس القوي الذي حابته الطبيعة في شاعرنا الكبير.

    وإن كان أبو نواس في شعره البعيد عن قيود القصور الملكية من بديعيات تهتز بين الاستعارات والمقابلات والكنايات وغيرها –يعلل هروبه عن هذه القصور إلا في الضرورة بقوله: "إنما يصبر على مجالسة هؤلاء الفحول المنقطعون الذين لا ينبعثون ولا ينطقون إلا بأمرهم، والله لكأني على النار إذا دخلت عليهم حتى أنصرف إلى إخواني ومن أشاربه، لأني إذا كنت عندهم فلا أملك من أمري شيئا" .(12)
    لعله يقدم لنا تفسيراً جديدا لفلسفة ظاهرة البديع في عصره وعصر أجدادنا كذلك، وعلى الطرف الآخر أبو تمام ذلك الذي قرر الاغتراب في حضرة الملك أو الخليفة فلجأ إلى البديع، ويعايره لهذا عبد الصمد بن المعذل في هذا بذل الهوى وذل السؤال:
    أنت بين اثنتين تبرز للنا=س، وكلتاهما بوجه مذال
    لست تنفك طالباً لوصال=من حبيب، أو طالباً لنوال
    أي ماء لحر وجهك يبقى=بين ذل الهوى، وذل السؤال (13)

    إن ذلك يشجع ما ذهبنا إليه من من إكمال الناقص إذ المؤكد لدينا تاريخياً أن أبا تمام تشبع بأفكار وفلسفة أبي نواس حيث ورد الخبر بأنه كان يعبد شعر مسلم وأبي نواس من دون الله (14)، وكانت حزمة الشعر التي عن يساره هي العزى أو شعر أبي نواس .(15)
    والمعادلة بين الشاعر والممدوح في معركة مستمرة يموت فيها شعراء كثيرون أو ينجون غانمين أو بغير غنيمة استفاض فيها الدكتور محمود عبد الحفيظ في كتابه (القصيدة بين الشاعر والممدوح في العصر العباسي) . (16)

    إن فلسفة اللغة في حضرة الشعر -بما يتفق ومفهوم السهولة الذي طرحناه- تتفشى كالسر الموارب في لقاء حميمي مع "المخزون الثقافي والخبرات المتراكمة والإحساس الإبداعي بنقل الإحساس، فلم يهتم كولردج في قوبلاي خان بالتصوير، وإنما نقل الحالة المبنية على المخزون المعرفي وتراكم الخبرات "...(17)
    وكيف لصديق الطبيعة والإحساس الحر بكماله الإدراكي ألا يجيد التعامل مع مفرداتها بخبرة لغوية تحمل إحساساً قوياً بالمفردة الكونية وبالكلمة المعبرة عنها في ذات الوقت اعتماداً على "عمق التأثر والمختزن يوماً بعد يوم في اللاشعور المرافق للاتزان العقلي " (18)ومن ثم تكون النصوص تعبيراً ناضجاً عن شخصيات أولئك الشعراء أو الكتاب الذي عليهم أن يجيدوا ويطورا من قدرتهم على تخزين صور الذكريات لديهم(ولنا وقفة مع الاستدعاء التراثي لقصيدة متى يعلنون وفاة العرب (19))، حتى يستحقوا الإعجاب، ولكنهم لن يكونوا محبوبين، فإذا رغبوا في الحصول على الحب والإعجاب فإنهم ملزمون بتطوير قدرتهم على على تخزين المشاعر والتعبير عنها بطريقة مقبولة (20)"، تلك الطريقة التي يوجبها "الاتزان العقلي الذي يحاول ضبط حمى التفجرات ".(21)

    في النهاية إن شاعرنا يوصد كل أبواب اللاشعور الفردي الذي لا يضر بالرجل أكثر مما يجب، وبالتأكيد هو لا يقاوم أنواع الاستعارة التي تخرج بشكل عقلي صناعي ممتاز، ولكن الشاعر لو ارتكب مثل هذه الصناعة فسوف يحدث لنا فجوة في قلب القصيدة نتوقف عند الحكم عليها بالجمال ولا تحملنا إلى أعماق الشاعر الفكرية الرحبة إضافة إلى ما ذكرنا من العلاقة الصادقة الحرة المدركة تماماً لحدود المفردات وعلومها فمحاولة دمج إحساسين في بعضهما تجاه مفردتين مختلفتين يكون في حق الشاعر هنا نوعاً من التشويش في الإدراك، ولكننا نتحدث عن الاستعارات التي تدخل إلى اللاشعور وتتخذ صوراً مختلفة ومصطلحات تابعة للموقف الذي تنفطر فيه بدءاً من التشبيه –بعيداً عن مناقشته استقلال طرفيه أو لا ،(22) ولكنه طريق من أبسط الطرق التي تمارس التعويض- ومروراً بالاستعارة (23) والكناية والمجاز العقلي واللغوي (في حالة الصحو واليقظة) وانتهاء بالتكثيف والإزاحة (24)في نوع الحركة السريعة للعين (25)وقت النوم/الحلم.
    إذن كانت كيميائية الصوت والتركيب التي صار احترافها في حكم العادة والعرف المطبوع في النفس، بحكم تأثر الشاعر بعمله المهني الحبيب إلى نفس الشاعر، فكانت القصيدة نسقاً رائعاً من الصور العقلية التي تطابق الواقع –في الوقت الذي تتنازل عن روعتها أمام من يدرك قوة إحساس الشاعر بالطبيعة- الواقع الذي يثير –في كمال إدراكه- راحة الشاعر واستحسانه.

    محاولة تغيير صورة عقلية

    لقد وقعت هنا على محاولة جادة بذلها الشاعر لتغير إحدى الصور العقلية تقليلا من قسوتها، وهي أقرب إلى آليات تكوين الحلم (نوم يقظة) الذي يظهر فيه الأب الضعيف قوياً، والأم السكيرة نقية، ويظل الميت حياً حيث يتحتم في مثل هذه المواقف محاولة تغيير الصورة رغم أنه من الصعب أن يحدث هذا التغيير، مما يسبب إحساساً بالإرهاق الشديد .(26)

    وفي بيت الشاعر :
    سرادق الموت والتقتيل قد نصبت= عند المساجد، في الأحياء في المدنِ
    رغم أن البيت كان بمثابة بعض الأحجار التي نعدل وضعها في قمة هرم (27)الوضع المأساوي الذي عشناه –عرباً- في أبيات الشاعر الأولى، إلا أن هناك "سرادق الموت والتقتيل.." تمثل صورة عقلية أو محاولة تغيير لصورة عقلية تحتفظ بها ذاكرة كل إنسان عربي ولا سيما إن كان شاعراً منذ سنة 1998م / العام الأخير في حياة نزار قباني الذي أعلن تلك الصورة في جملته المنثورة "إن سرادق الموت العربي منصوب في كل مكان، والقرآن يتلى، والمعزون يجلسون في صمت". (28)
    ويدخل أهل الأدب فعل ذلك الاستدعاء التراثي تحت مسمى "ثنائية التكرار" (29)كما يسميها صلاح فضل، أو "الظاهرة التركيبية التي مبعثها الذاكرة الحافظة" كما يقترحها الدكتور البدراوي زهران .(30)
    وإن ما يهمنا الآن دراسة هذه الظاهرة من ناحية نفسية تحليلية: فالعرب قد ماتوا ، والسرادق منصوب منذ 1998 النزارية، ويبذل الشاعر الدكتور السمان هنا جهداً واضحاً ي محاولته تغيير تلك الصورة العقلية المتمثلة في سرادق نزار قباني الذي أصبح واقعاً ينافي الصورة التي تربى عليها كل عربي ومسلم، والجهد المبذول –هنا من قبل شاعرنا- كبير بحجم قدرته على التخزين لـ(صور الذكريات/المشاعر). ومن ثم يمكننا الإحساس بحجم المعاناة التي تكبدها الشاعر، إلى درجة من التعب أدت إلى إرهاق شديد وشبه فقدان للوزن (31)، ذلك التعب الذي يحتمل أنه أثر على قدرة الشاعر على التحكم والمراجعة في قوانين اللغة، فساق إلينا (الفعل نُصِبتْ) مسنداً إلى ضمير المؤنثة في حين ذكرت لنا المعاجم العربية –بما لا يجهله الشاعر- أن "سرادق" مذكر (32)، وكذلك في اختلاف مستوى الأبيات اللاحقة في ثبوت الخبرة اللغوية كسوالفها من أبيات القصيدة، حتى يسترجع الشاعر طاقته الضابطة في البيت قبل الأخير إلا أن سخونة انفعاله وإرهاقه الفكري من جراء محاولة تغيير تلك الصورة –بما سنوضحه بعدُ- قد أفلتت منه فرصة الوقوف على ساكن في عروض ذلك البيت.

    إن الشاعر حاول إلغاء التأكيد بـ"إن" من صورة نزار قباني -التي ألقاها في وجه التاريخ، وحذف كلمة "العربي"، وحاول تعديل "الثبوت في اسم المفعول وبنائه للمجهول الذي أوحى بالغموض والرهبة والفزع- وتنازل عن ذكر عبارة ("في كل مكان" النزارية) في مكانها بعد (سرادق الموت)..
    ولكن ..
    الصورة التي سجلها نزار ظلت راسخة بواقعيتها: فإن التوكيد رجع في آخر شطر البيت بازدواجٍ واضح في (قد + الفعل الماضي)، وحذف كلمة العربي، فأناب "التقتيل عنها، واسم المفعول النزاري "منصوب" لا زال على بنائه للمجهول في الفعل "نُصِبَتْ"وزاد ثبوتاً بكونه فعلاً ماضياً يرسخ حادث الوقوع في النفس أكثر، و"في كل مكان" ذكرها الشاعر بتفصيل أكثر إيلاماً "عند المساجد، في الأحياء، في المدن".
    إن الشاعر قضى ليالي هذه الأعوام يعدل في تلك الصورة العقلية التي سجلها نزار قباني كتغيّر لغوي تابع لواقع صورة العرب، وتعديل الشاعر كان محاولة لتوفيق الصورة اللغوية مع صورة العرب التي خزنها شاعرنا في عقله، ولكن تقلصت محاولته إلى نتيجة واحدة يؤكد لنا فيها:
    - مقولته عن "محاولة ضبط حمى التفجر".
    - مقولة إريك برن عن القدرة على تخزين صور الذكريات والمشاعر.

    حتى هنا وبعد محاولة عقلية مجهدة تماماً لم يمكن للشاعر إلا أن يقول الواقع بإداراك يعود إلى تمامه فيثير دهشة الشاعر والقارئ.

  2. #2
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي


    انظر جزء الدراسة الأول: (الشكل الخليلي ترجمة للحركة الفكرية والنفسية والجسدية عند الشاعر في سرادق الموت).
    2 من مفاهيم المدرسة السلوكية للدكتور إبراهيم عبد الحميد. نقلا عن مفكرتي.
    3 نفس المرجع.
    4نفس المرجع.
    5 من مفاهيم المدرسة السلوكية.
    6 دلائل الإعجاز للشيخ عبد القاهر الجرجاني صـ74. الهيئة المصرية العامة للكتاب
    7 المجاز وفنون الاستعارة صــ23 للدكتور محمد حسن عبد الله، دار زرقاء اليمامة.
    8 مدخل إلى التحليل النفسي اللاكاني صـ118، دكتور عبد الله عسكر مكتبة الأنجلو.
    9 قصيدة لنزار قباني
    10مفهوم الشعر عند العرب صـ7 للدكتورعبد القادر القط ترجمة عبد الحميد القط، دار المعارف.
    11هذه القضية أثارت الكثيرين في بعض زواياها ومنهم ابن جني الذي اعترض أن يسمح للشاعر الأول بشيء ننكره على المحدثين، أو الجاحظ الذي رأى أن العروض أدب مستبرد وغيرهم .
    12 طبقات الشعراء لابن المعتز صـ201، 202.
    13 لأغاني للأصفهاني.
    14 الأغاني نفس المرجع السابق.
    15نفس المرجع السابق.
    16 القصيدة بين الشاعر والممدوح في العصر العباسي
    17من مشاركات متفرقة للشاعر في مناقشاته على في المنتديات عبر شبكة الإنترنت.
    18 نفس المرجع.
    19 مقال "كلمات لا تعرف الرحمة (باسم صلاح الدين عبر الإنترنت.
    20 الطب النفسي والتحليل النفسي إريك برن صـ42، 98.
    21 من مشاركات ومناقشات الشاعر عبر المنتديات.
    22 المجاز وفنون الاستعارة صـ13.
    23 مدخل إلى التحليل النفسي اللاكاني 45 وما بعدها.
    24 نفس المرجع السابق صـ46.
    25 الطب النفسي والتحليل النفسي صـ410.
    26 الطب النفسي والتحليل النفسي صـ43.
    27 دلالة الهرم في التاريخ الفرعوني.
    28 مقال "كلمات لا تعرف الرحمة " باسم صلاح الدين .
    29 أسلوب طه حسين في ضوء الدرس اللغوي الحديث صـ16
    30 المرجع السابق صـ51.
    31 الطب النفسي والتحليل النفسي صـ 43.
    32 لسان العرب.

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.61

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الغالي الأديب والناقد واللغوي الفذ أحمد حسن

    أراك تتألق ابداعا في هذه الدراسة , مستخدما أبعادا متطورة , تشي بعمق الاحساس والتذوق الفني العالي , وتفصح عن ثقافة أدبية ونقدية ثرّة , والدراسة أعطتني انطباعا بمدى الجرأة والحرفية , في تناولاتك النقدية , بالاضافة للثقة الواضحة بالمقدرة والتمكن , سمات لاتتوفر إلا في النقاد العالميين , ولاأقول هذا من قبيل المجاملة , أو من قبيل العرفان بالجهد والتكرم , والدراسة تتناول قصيدة لي , وإنما هي الشهادة التي لا أستطيع كتمانها , ومن يكتمها فإنه آثم قلبه .

    د. محمد حسن السمان

  5. #5
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    المشاركات : 191
    المواضيع : 44
    الردود : 191
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي تحية لهذا الجهد والدأب

    الناقد المبدع الصديق / أحمد حسن
    تحياتي وتقديري
    قرأت الدراسة كلها بأجزائها ، وأحب أن أسجل النقاط الآتية :
    - القصيدة المقروءة للدكتور الصديق / محمد السمان ، فيها غيرية عالية على وضع العراق والأمة وهي تفوح بجو نفسي ناري ، وهي وإن كانت تنتمي للعمودية قالبا ، وبها مباشرة وخطابية واضحتان ، إلا أنهما يخدمان غرض النص في التحريض ، وفي مهمة الوعي . وبالنص صور عدة تأتي ضمن بنية النص ذات الخطاب التحريضي الموجه ، وهو مطلوب في قضايا الأمة المصيرية .
    - جاءت دراستك المطولة حول هذه القصيدة عميقة في تحليلها ، وقد سعيت جهدك كله إلى تعميق الأبعاد النفسية والفنية في تناول النص ، ما ينم جهد حثيث في البحث .
    - أنت مهموم بشكل واضح بالبعد النفسي في النقد الأدبي ، وبالمناسبة قليلة هي الأبحاث النقدية الني تعنى بهذا البعد ، وهذا ما يجعلني أحييك ثانية على هذا التوجه النقدي ؛ لأن فيه كثيرا من العناء ، فهو سلاح ذو حدين : إما أن تغوص في النص من الوجهة النفسية في البعدين : الفردي والجماعي ( الوعي الفردي والوعي الجمعي ) ، أو يجذبك علم النفس إلى وجهة أخرى فتحمّل النص أكثر مما يحتمل ، ولعل د. شكري عبد الحميد من أبرز من اعتنوا بهذا التوجه النقدي حديثا في دراساته .
    - اسمح لي أخي الحبيب أن اشير إلى نقطة مهمة : أرى أن الدراسة بها بعد تنظيري كبيري ، وقد مزجته بالنص ، وأرى أن تكون الدراسة على قسمين : قسم نظري به فرضيات نظرية : نفسية ولغوية وأدبية ( مع التوثيق والإحالة ) ، وقسم تطبيقي يشمل هذه القصيدة وغيرها ، للتدليل على فرضيتك النظرية ، بدلا من تداخل النظري مع التطبيقي مما قد يحدث لبسا لدى المتلقي ، فكلما كانت الدراسة التطبيقية مقتصرة على النص كانت أفضل وأدل ؛ وهذا الاقتراح يستتبع منك إعادة النظر فقط في بنية الدراسة ، لتعم الفائدة .
    خالص شكري لشخصك الجميل أيها الباحث الناهض
    وخالص شكري لصاحب القصيدة د. السمان .
    والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

  6. #6
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان مشاهدة المشاركة
    سلام الـلـه عليكم
    الغالي الأديب والناقد واللغوي الفذ أحمد حسن
    أراك تتألق ابداعا في هذه الدراسة , مستخدما أبعادا متطورة , تشي بعمق الاحساس والتذوق الفني العالي , وتفصح عن ثقافة أدبية ونقدية ثرّة , والدراسة أعطتني انطباعا بمدى الجرأة والحرفية , في تناولاتك النقدية , بالاضافة للثقة الواضحة بالمقدرة والتمكن , سمات لاتتوفر إلا في النقاد العالميين , ولاأقول هذا من قبيل المجاملة , أو من قبيل العرفان بالجهد والتكرم , والدراسة تتناول قصيدة لي , وإنما هي الشهادة التي لا أستطيع كتمانها , ومن يكتمها فإنه آثم قلبه .
    د. محمد حسن السمان
    أبانا الصالح..
    في زحمة نونات الفاعلين.. أشتهي أن أحوز ياء متكلم واحدة..
    وأناديك بنفس رأفة كلماتك ورقة طباعك أيها الفارس الأب الحكيم..
    دمت بمحبة رائعة ورائعة ورائعة..

    وشاكر لك كل حرف نال من يديك طبيعة قلبك وفكرك..

  7. #7
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    الدكتور الرائع الجميل
    الدكتور/
    مصطفى عطية جمعة..

    يجوز لي الآن أن أباهي قمر لياليّ، فلم يعد عند قمر واحد أناجيه ليلاً، بل صار قمر الأب الغالي الدكتور محمد حسن السمان، وقمر ذلك المعلم الصديق الرائع أناجي فكره وعقائده الفنية ليلاً ونهاراً..
    لا زلت أحاور هذه الكلمات لعل بها فوق ما صيغ قولاً زيادة..
    وأنا مستمتع وفرح بهذا العبق كيفما كان..
    أيها المعلم الغالي.. أخاً رائعاً وصديقاً عزيزا..
    دام ألقك البهي..
    وعلمك الزكي..
    ونفخ روحك فينا فتبلغ نفختك قلوبنا وأفكارنا..
    شكرا لك دوما..

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Sep 2006
    المشاركات : 1,211
    المواضيع : 28
    الردود : 1211
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    يعطيك ربي العافيه .. متألق اينما تكون

    والقصيده تستحق الدراسه لمبدعنا الحر الدكتور الحكيم محمد السمان

    بارك الله فيكم

    ودمتم بخير

  9. #9
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية حسين مشاهدة المشاركة
    يعطيك ربي العافيه .. متألق اينما تكون
    والقصيده تستحق الدراسه لمبدعنا الحر الدكتور الحكيم محمد السمان
    بارك الله فيكم
    ودمتم بخير

    أشكر لك أيتها الغالية هذه الهمسة..
    أتمنى أن تكوني بخير دوما..
    وتنالي ما تبغين في حياتك الأدبية والأخرى
    شكرا لك والله

المواضيع المتشابهه

  1. تأملات شاردة في محراب سرادقٍ نبيل: "سرادق الموت لشاعرنا الفذ الدكتور محمد حسن السمان
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 14-09-2012, 02:57 AM
  2. مرثية الى جدي الحبيب/ مهداة الى الدكتور محمد حسن السمان
    بواسطة ضحى بوترعة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 31-07-2007, 02:14 PM
  3. حركية الكلمة وامتدادات دوائرها في سرادق الموت للشاعر د. محمد حسن السمان
    بواسطة أحمد حسن محمد في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 14-05-2007, 05:39 PM
  4. ألف مبروك لمصر زيارة الدكتور محمد حسن السمان لها
    بواسطة أحمد حسن محمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 25-09-2006, 07:48 AM
  5. ما أروع هذا الرجل( الدكتور محمد حسن السمان )
    بواسطة موسى نجيب موسى في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 15-08-2006, 05:23 AM