اللهمّ إني أسألك من فضلك ياكريم، مازال يخترق سمعي الكلام العذب، يقترب أكثر وأكثر، يستقر بذاتي الفانية، لم أشرد عنك، ولكن كنت أتابع الحروف في مسيرتها نحو الأعماق، الجنة . ماأعذبها من كلمة، كان صوت ما من أعماقي يردد:
استعدّ للرحلة، وانسَي هموم الدنيا، تحررْي ولو للحظات .....
كنت أتابع الشيخ بقلب نابض، وأنفاس متلاحقة تركض وراء معاني الكلمات الجميلة :
يارب أدخلني الجنة،لاأدري لِمَ بكيت، كان للدموع طعم آخر في أعماقي طمأنينة، تزداد كلما استرسل الشيخ في كلامه:
كلّ هذا للمحسنين الصابرين .. قصور وأنهار وأشياء تفوق الخيال، نخيل وشجر ظليل وود من رب رحيم، أي جمال هذا؟
رغما عني تذكرتك، هل نلتقي هناك إذا تعسر اللقاء هنا ؟ تذكرتك بحجابك الإسلامي الشامخ، ترفلين في نعمة، وترددين الحمدلله كثيرا أن جعلنا مسلمين، أي شيطان وسوس لك بالإبتعاد من جديد عن السعادة والأمان والطمئنينة ؟
أخيتي يشتاق إليك قرآن الفجر، ومجالس الذكر، أخيتي أنسيت الجنة؟؟؟
وماأعدّ فيها للصالحين, والصالحات من نعيم مقيم، مازالت دموعُك حبرَ قلمي حينما كنت تنيرين دربي بكلامك الرباني ,الشيخ مازال يتجول بنا في مراتب عليا من الجنة من أصحابها ؟ من سكانها ؟نعيمها السرمدي , السعادة التي لا تنقطع أبدا, أتذكرين غاليتي كنا نجتمع كل يوم جمعة ونخطط كيف سنرضي الله ؟ .......
كنت سباقة لكل خير, أبعدتك الدنيا عنا حتى وكأننا لم نلتقي يوما على درب الهدى!!.....
نبضات قلبي تهمس بشوق كبير إليك:
أن عودي أخيتي فدرب الهدى طويل وشاق يبغي صحبة الخيرات أمثالك ........