بقلم داليا رشوان
موقع الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
www.alameron.com
لو سألتكم جميعا ما هي أجمل لحظات حياتكم، سيرجع كل منكم إلى الخلف سنواااااات طوييييييييلة ليقول من هو في سن الأربعين "أجمل أيامي أيام الكلية"، ويقول آخر في سن العشرين "أيام المدرسة" أو "أيام ما كنت مع فريق النادي"،
هذه مشكلة كبيرة
الكل يريد النكوص إلى مرحلة الطفولة والشباب فأين القدوة
الكل يريد أن يتصابى فمن يقود
الكل يريد الهروب من المسئولية فمن يحملها
في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كان الطفل يريد أن يكون شابا فيتصرف مثل الشباب والشاب يريد أن يصبح كهلا فيتصرف مثل الكهول والكل أكبر من سنه والكل يتسابق على القيادة والعمل من الصغر أما الآن فالكل يريد أن يعود صغيرا بلا مسئولية وبلا تعب يريد فقط أن يعود لأيام المرح واللعب
أصبحنا في زمن الأطفال
لماذا ننظر لأحلى أيامنا على أنها الأقل مسئولية
لماذا ننظر لها على أنها مضت
لماذا لا نريد أن نرى جمال ما في ايدينا ولا نريد أن نستمتع به ونقضي عمرنا نتحسر على ما فات .. في الثلاثينات نتحسر على العشرينات وفي الأربعينات نتحسر على الثلاثينات وهكذا حتى يضيع العمر كله حسرة.
لماذا لا نتعلم أن لكل مرحلة جمالها وأنه إن كانت مرحلة مضت بحلوها ومرها فمرحلة أخرى ستأتي أيضا بحلوها ومرها.
لماذا نكره المسئولية مع أن لولاها لما كان لنا ذكر، تخيل أخي انسان بلا مسئولية إنه شخص تافه، تائه، ضعيف، تعيس يبحث عن السعادة في مقلب زبالة أقصد ملذات الدنيا.
لماذا لا نرى مضي الأيام على أنه نضج وخبرة واثقال لشخصيتنا بل وقرب من الوقوف أمام رب العالمين والجنة بفضل ورحمة المولى سبحانه وتعالى.
لماذا وصل بنا الحال إلى هذا النكوص؟
ربما لأن الانسان بطبعه لا يشعر بالنعمة إلا حين تؤخذ منه، لكن المشكلة أن الزمن لا يعود والنعمة التي قدرناها بعد ذهابها لا تعود
فلنتوقف عن الحسرة ونستمتع باليوم بدلا من أن ننتظر الغد لنعرف قيمته فيكون قد مضى ومضت قيمته
www.alameron.com